كما يتمسك اليمنيون في شمال اليمن بالوحدة مع الجنوب ، ويعتبرونها خطا أحمر ،بل يربطونها بالموت ،فإنهم كذلك يحلمون ويتمنون بل ويتوسلون الوحدة مع الخليج ولا يفوتون مناسبة حتى يؤكدوا لأشقائهم الخليجين بأن مكان اليمن الطبيعي هو مع إخوته في دول مجلس التعاون الخليجي.
أخوتنا اليمنيون في الشمال قوميون ووحدويون حتى النخاع ، وهم أذكياء ولهم مقدرة على الإقناع وقد اقنعوا إخوتهم في الجنوب وعبر سلسلة من المخططات بدأت من جمعية الأغابرة والأعروق بعدن مطلع الخمسينات بأنهم جزء من نسيجهم ولذلك توحدوا معهم وسلموا لهم كل شيء طوعا غير مكرهين .
لكن نباهة ومقدرة الشمال فشلت في إقناع الأشقاء في الخليج في التعاطي مع عروضهم التي تفاوتت بين الاستعطاف حينا والتنازل عن السيادة حينا آخر ولو بأبسط نسبة ، فبات (اليماني) لا يختلف عن البنجالي أو الهندي سوى في كونه عامل كسول وكثير الجدل والخوض في السياسة.
من هنا يبرز سؤال لماذا يرفض الخليج الدخول في اتحاد مع اليمن ولو في مجالات محددة ولماذا يعتبرون اليمن غير مؤهلة لا سياسيا ولا اجتماعيا لأن يكون جزءا من النسيج الخليجي.
مهما تكن مبررات الخليج في رفضه التوحد مع اليمن ،فإنها ستجابه بسؤال آخر مفاده طالما كنتم أيها الأشقاء الخليجيون غير مقتنعين بالتوحد مع هذا الجزء من الوطن العربي أو على الأقل تحقيق حالة من التعاون معه على طريق التكامل العربي فلماذا تفرضون على أشقائكم في الجنوب البقاء في الوحدة مع الشمال رغما عنهم ؟ ولماذا ترغمونهم على قبول ما لا ترضونه لأنفسكم ؟
الجنوبيون لا يستجدون من أشقائهم مواقف ليست مستحقة لهم ،لكن هؤلاء الأشقاء و طالما وقد قبلوا وبادروا لان يكونوا شركاء لأخوتهم في الجنوب في مواجهة طغيان وجبروت التحالف الكهنوتي العفاشي الحوثي ،فإنهم ملزمين أخلاقيا لإكمال ما بدأووه عبر انصاقهم والاستماع لصوتهم ولمطالبهم ،التي ستحقق آجلا أو عاجلا.
فإما ان نكون وحدويين جميعا متمسكين بقوميتنا العربية أو فلنحترم حق الجميع في تقرير مصيره واختيار ما يناسبه.