أين مليونيات الحراك؟

2016-04-02 02:52

 

مصدر تفاؤلي من ملتقى الكويت انه سيفضي إن شاء الله الى ترسيخ سلام مستدام، وذلك لان الأوراق القوية لم تعد بيد المتمردين، لكنني لا أرى ان الأطراف المتحاورة محصورة في ثلاثة أطراف، بل أنها في الحقيقة خمسة أطراف، وهي الشرعية بحجمها الذي يمثل الأرض والأعتراف الدولي والإنتصارات الكاسحة بل ومن خلفها دول التحالف العربي، ومن بعده أتى الحلف الإسلامي، وهو اليوم المارد الذي برز من بين مرارت قهر الأيام ومكر الماكرين.وفي تصور الكثيرين ان بقية الأطراف هم أنصار الله والمؤتمر.لا بل البقية المندرجين ضمن الشرعية هم أهم من هولاء.

 

على أن الأطراف التي ربما لا يراها الأخرون لأنها ضمن عبائة الشرعية همو كتلة- تعز اي أقليم تعز- بل مقاومة تعز الباسلة العصية بما تمثله من صمود إسطوري وتحديات وتضحيات عظيمة، طالت وإستطالت لعام من الكفاح والبسالات والتضحيات، هذه الكتلة يجب أن يكون لها صوتها ضمن صوت الشرعية وهي بنظري الكتلة الرابعة.

 

لكن ما انا بصدده هي الكتلة الخامسة، وهو الطرف العاتي والكتلة الراسخة والمهيبة وهي كتلة الحراك الجنوبي . صحيح انها ضمن الشرعية، ولكن لها صوتها وحقها وقضيتها ونصرها المبين الذي رسخته على الأرض ، وهي قبة الميزان فان أختلت أختل الوزن ووقع الضيم وسادت المظالم وطال العناء بالوطن، فويل بعدها للمطففين.

 

كيف تبرز هذه الكتلة -الخامسة-؟ والتي يعتقد الكثيرون أنها على تماس مع إستحقاقاتها ومصيرها ومطالبها، وأقلها القليل -إقليم جنوبي-، كيف تبرز؟ دون تمزيق لأواصر إنسانها وأرضها من سقطرى الى المهرة، فأهل الأرض اولى بمعرفة أنفسهم وتقدير مصالحهم، ولا يجب ان نسمح لمن يتحدث بإسمهم، وهم بصوتهم المسموع والهادر سيلجمون كل مجادل، ونعود الى سؤالنا، كيف تبرز هذه الكتلة المهيبة والعظيمة؟ والجواب ستبرز ضمن حملات أعلامية ومشاورات صريحة مع دول التحالف بل واشدد على اهمية تنظيم الحشود المليونية في عشية المؤتمر، لأرسال الرسالة الصادعة -نحن هنا- بل وأقناع كل الاطراف ان الحراك الجنوبي هو الرقم الصعب.

 

اذن على الحراك الجنوبي ان يلم شعثه ويعد عـُدته ويوحد رؤيته، ويهب الى ترتيب وإعلان مليونية حاشدة عشية ليلة عقد المؤتمر، ليرسل برسالته إلى المشاركين في الحوار في الكويت الشقيق،ويذكرهم أننا نحن على الأرض وبهذا الصوت الواحد والقضية الواحدة .

 

لقد حشدوا المتمردون في صنعاء تلك الجماهير المغلوبة على أمرها، وجاءِوا تحت التهديد والوعيد وبذل المغريات، أما نحن، فنحن في الجنوب تلهمنا قضية مشروعة ولسوف نسافرالى موقع الحشود ولو نقطع المسافات سيراً على الأقدام في وعثاء الدروب وعلى شحيح الماء والزاد، يسندنا عظيم الصبر والكبرياء ، هكذا أقسمنا على أنفسنا والوطن، لأننا نحمل في صدورنا حب الأرض التي عاهدنا الله على الوفاء لها والموت لأجلها .

 

هنا وعبر حشودنا سنسمع العالم صوتنا.ومن لم ينصت لحشدنا، سينصت بعدها لصليل سيوفنا.