الحراك الجنوبي ومحادثات الكويت المُرتقبة

2016-03-24 07:19

 

تزف لنا الإنباء عن بدايات واعدة لمحادثات جادة ستعقد في دولة الكويت الشقيقة، تطوي عاما من الحرب الضروس في الوطن و حُدد لها تاريخ 17 أبريل القادم ، وعن هذه المحادثات فقد اتت بعد مغازلات خجولة، وبدت لنا انها تتطور الى ان رأينا وقفا محدودا للقصف على مدينة صعدة ، بل ان وفد انصار الله لا زال يقيم ويطيل الأقامة في -عسير- وما استطالت هذه الإقامة إلاّ لأسباب مُجدية، تجعلنا نلتمس العذر لوفد -الأنصار- في بقائهم في حالة حوار، وان كان البعض فسرها ان السبب في أطالتها يعزى الى كرم الضيافة وطيب الموائد وحسن اللإستقبال!.

 

لكن ما انا بصدده - لو انصفنا المتحاورين- فان وفد الشرعية يجب ان يكون الناهي الأمر والمسيطر على مجريات المحادثات وذلك بسبب قوة الاوراق التي بحوزته وثباته وتحقيقه نصراً مبيناً في ساحة الحرب بل ومن خلفه تقف دول التحالف العربي بقضها وقضيضها ومساحة ارض محررة تقدر باكثر من 85% بل ووصول قوات التحرير الى مشارف صنعاء حيث وهي تحيط بها كما يحيط السوار على المعصم.

 

لذا فان على الشرعية ان لا تضع نفسها ندا لهذه الاطراف ابدا، فانصار الله في حالة حصار واستنزاف وتشظي وكان جل طموحاتهم قبل سنوات هي ايقاف الحرب الظالمة عليهم من قبل صنعاء، بل ايقاف إجتثاثهم وكذلك كانت تدغدهم أمنية الاعتراف بهم كمكون او حزب، لكن وبفعل فاعل استطاعوا الوصول الى العاصمة، الى ان سيطروا على مجمل الوطن واجتاحوا كل المحافظات وشنوا حربا ظالمة ومخيفة وجائحية وغير مسبوقة .

 

ومن الأهمية القصوى لوفد الشرعية ايضا ان لا يعامل -وفد المؤتمر- الا بما يمثله حجمه على الارض، والذي تقلص حتى اصبح لا يملك من الارض الا مساحة -ميدان السبعين- وربما هذا الميدان اليوم لم يعد يسيطر عليه. واذا كانت غاية الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفاش الحميري هي - سلامة الراس فائدة - فيجب ان نمنحه هذه الامنية، فعلينا ان ندرك انه يملك خزائن اليمن واننا يجب ان نرغّبه بالعيش في الوطن لنستفيد من الاموال التي قال أنّه -أكلها من فوق رأسه-. فهو يصيدها وهي طائرة!

 

لكن -الفيل- الذي يجب ان يدخل بكل قوة ضمن فريق الشرعية في المفاوضات هوممثلي الجنوب اي- الحراك- وهو المكون الاكبر ضمن الشرعية وله اوراقه القوية والصادعة ،بل أنه قادرعلى قلب الطاولة على الجميع، ويجب ان لا يستهان به فخلفه رجال وارض ونضال والاف الشهداء ومدن دمرت وحق ابلج، والحراك من المنعة والقوة والشعبية الكاسحة ما يجعله يحشد ملايين في ساحة واحدة في اي حين، بل انه اليوم لن يحشد العزل بل الثوار الذين صهرتهم اتون المعارك.

 

ان الحراك قوة عجيبة وملهمة وصادعة، والتقليل من شانها هو دق اسفين في جسد الوطن، ولن يتعافى الوطن وهذا الاسفين يمزق اشلائه. والجنوب وادنى طِماح له هو- فك الارتباط- لكن اذا هناك نية وتوجه لدول مجلس التعاون في الابقاء على اليمن ككتلة واحدة فاين الترضيات ؟ بل اين الأنصاف، وهنا نقول انه يجب ان لا ينفض الاجتماع بالاتفاق فقط على تنفيذ قرار مجلس الامن 2216 بل -واقلمة- الوطن أقلمة منصفه ومنطقية بحيث لا يجب ان نمزق الوطن الى 6 اقاليم بل 3 اقاليم وهو مقترح تقدم به معالي المتشار سالم صالح محمد. والاقاليم هي : الاقليم الشمالي وعاصمته صنعاء، والاقليم الأوسط وعاصمته تعز، والاقليم الجنوبي وعاصمته عدن.

 

لكن دعونا نتحدث عن- تعز- فهي اليوم من الارقام الصعبة في اي معادلة ويجب ان تكون الحاضر المؤثر في المحادثات بل واهمية نيلها صفة الاقليم وفي اهمية حصولها مستتقبلا على مقاعد وزارية تمثل كثافتها السكانية ووتقدير صمودها الاسطوري في ساحة الحرب رغم كل الاهوال والفضائع. فإذا هضمت تعز وهمشت في هذه المحادثات فنحن نخون انفسنا ونخون الوطن.

 

وعودة مرة اخرى الى موضوع الجنوب، فان خرج الجنوب بدون تسوية منصفة -اقل قليلها- اقليم جنوبي ، فعلى الحراك الجنوبي ان يستلهم وعية ويرص صفوفه - فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العداء- وان يكون هدف الحراك الذي لا سواه هو -فك الارتباط - وهناك ساحة الوغى واصحاب الحق خير من يدافع عن الارض وان كانوا بالامس ابناء الجنوب يؤمون الساحات عزل ويرددون شعارات - سلمية- - فهذا قد عبر حله - ،وما للحَب النخش الا الكيّال الأعور