مطاوعة تايوان !

2016-03-17 10:42

 

في صغري كنت أنظر لـلمتدينين على أنهم جميعا أشخاص صالحون يملأهم الصفاء ويغلفهم النقاء، حتى بدأت أفيق على حقيقة أنهم مجرد بشر مثلنا تتملكهم مشاعر متضاربة تجاه الآخرين حتى ولو كانوا من نفسهم، فهم يحبون ويكرهون ويحسدون ويغارون ويتنافسون ويتصارعون ويختلفون، بل ويتشاتمون ويتقاتلون !

الصدمة الكبرى بالنسبة لي كانت عندما انقلبت فصائل المجاهدين الأفغان على بعضها في قتال دموي على السلطة، ومنها بدأت تتهاوى القصور الشاهقة في عيني وبدأت أدرك أن كثيرين لا يملكون من التدين إلا ظاهره ولا يفهمون من معانيه إلا قشوره مهما طالت لحاهم وقصرت ثيابهم!

جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتكمل الناقص، فأسقطت ما تبقى من ورقة التوت عن البعض منهم، فعندما يتحول الحوار بين متدينين إلى حفلة من الشتائم بأقذع الألفاظ والتشكيك في الذمم والإيمان، تصيبك الحيرة من أمر هؤلاء وكيف تسنى لهم أن يرتقوا منابر المساجد ويتصدروا مجالس العلم ويصعدوا إلى منصات المحاضرات ويطلوا عبر برامج الشاشات !

أول أمس شهد تويتر جدلا فجا بين شيخين أو هكذا يسمون، كلاهما يملك منصات متنوعة تخاطب جمهوره وتؤثر فيه، فكل منهما يخطب من على منبر مسجده ليحدد لنا صفة المسلم الصالح، ويطل عبر برنامجه التلفزيوني بوجه «باسم» ليلقي على مسامعنا المواعظ في الأخلاق، بينما في «تويتر» يطل علينا بوجه «عابس» سلاحه الشتائم ومنهجه التنابز !

لا عجب أن الانقسام والتناحر يفتك بالعالم الإسلامي منذ قرون، فإذا كان هذا حال بعض الأئمة فكيف بحال المصلين خلفهم !

 

** خالد السلمان - عكاظ السعودية