أنظروا ما أنتم فاعلون.. ودعوا الغير يفعل.. مالا تفعلون

2016-01-29 14:10

 

نتشدق كثيرا في التنظير عن عدن؛ وإستقرارها و عودة الحياة الطبيعية فيها ، ونتباكئ عن ماضيها ، ونتألم من حاضرها؛ ونلوك أحاديث الفساد ، كعلكة نمضغها صباحا ومساء ؛ ونريد أن نجعلها عاصمة مدنية ؟!

 

أين .. في إطارات الواتس اب والفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي ؟!!! ولم نتسأل يوما ماذا فعلنا نحن ؛ كي يحدث هدا التغيير ؟؟ هل سعينا يوما من ذواتنا لاصلاح مؤسسات هذه العاصمة المنشودة التي نريد ؟ ؟؟ – المؤسسات الخدمية تنهار امام أعيننا ليلا ونهارا.. سرقت ونهبت وعُبِث فيها أكثر مما عبث فيها الفساد السابق ، .

 

لم لا نبادر للحظة واحدة بمحاولة البناء وإنقاذ مايمكن إنقاذه؛ بلمسات بسيطة . لماذا لانقوم بدفع فواتير الماء والكهرباء ، مثلما نحرص على دفع فواتير الانترنيت ؟؟! ونراقب هذه المؤسسات التي تحقق لها الاستقلال المالي والاداري ، عن المركز صنعاء .. نراقبها عن كثب ؛ ونراقب حرصا على عدم عودتها للفساد مرة اخرى ، وذلك حقٌ لنا في مراقبة مؤسساتنا الخدمية.. ونراقب تحسن الخدمات ؛ ومدى حصول الناس عليها ، طالما وأن الفرصة قد جاءت الينا ؛ بحيث أن الديون السابقة ستبقئ في خانة التجميد . وصار بامكاننا أن ندفع من شهر يناير 2016م وبمبالغ معقولة ، وسداد ميسر ، يعني دفع قراءة الاستهلاك للشهر الحالي ؛ دون الاستعجال على دفع المديونية السابقه ؛ فلا ضيم في هذا ، ونحن ندرك تماما أن الحرب القادمة على مستوى العالم هي حرب المياه وليس النفط والبترول ، مثلما علينا أن ندرك بأن حقول الماء الموجودة التي تغذي عدن العاصمة صارت تتضاءل ؛ و مستويات منسوب المياه تتناقص تدريجيا وبالتالي (لا سمح الله) ستنقطع عن سكان م/ عدن ..” وهذا قول خبراء ، وليس قولي “.

 

– الا يعتبر ذلك مسؤليتنا جميعا وليس مسؤولية الحكومة او السلطات المحلية وحدها؛ ولامسؤولية الامارات ودول التحالف . ان الماء أغلى نعمه أنعم بها الله علينا كما قال الله تعالى: (“وجعلنا من كل شيئ حي”) فالماء هبة الحياة وإكسير الوجود . لماذا كل ذلك التهاون في هذه الخدمة ؟! بينما هذه المؤسسة مازالت ملكنا جميعا ؟! ونحن من يستطيع تعديل الاعوجاج الذي حاصل فيها وإعادة تقويهما ؟! وتطهيرها من الفساد…

 

– يا اعزائي عدن لاتحتاج التنظير والثغاء والعويل ؛ والتنصل من المسؤوليات الاجتماعية المشتركة . “عدن” لا تحتاج مزيد من الاستعراضات الكلامية والكتابية بوسائل التواصل الاجتماعي .. (عدن) تحتاج الى أفعال . .. عدن لا تحتاج للرصاص في اعادة بناءها ؛ ولا للعنتريات المزيفه ، قدر حاجتها لايدي عاملة تعيد إعمارها في كل شيء وكل مكان . – انني لأستغرب أن تكون منظمات المجتمع المدني أكثر سلبية تجاه هكذا امور وقضايا هامة وملحة ؛ في حين يفترض انها من صلب أعمالها ومهامها ومبررات نشأتها ووجودها في الساحة الاجتماعية!!! ويفترض ان هكذا مهام وفي هذه الظروف ، يفترض انها في صدارة انشطتها وبرامج اعمالها. وليَ ان أستغرب وأندهش لاولئك اللذين ينظرون وينتقدون أكثر مما يعملون في منظمات المجتمع المدني ..

 

وفوجئت بمن يقول لنا: ” إننا ندافع عن المؤسسة ،،، وليس المواطن ؟! ومن يقول لنا : ” اتركوا الناس في حالها ؟!! ومن يؤجج ضد كل عمل يصب في المصلحة العامة.. وعباراتهم وتعبيراتهم (في التخذيل والتثبيط) كثيرة لاحصر لها ولن تنتهي؛ كما لم ينتهوا عنها . وهم يدركون الى اي مدى دفاعنا عن المواطن ، طيلة الفترات السابقة والحالية ، وضد الفساد مستمرا ومحاكم عدن وقضاتها ونياباتها في العامة ونيابة الاموال واعضائها وعضواتها يشهدون ، وتوعيتنا عن آليات العدالة الانتقالية خير دليل في زمن مضئ وزمن حاضر ؟ كل ذلك فقط لسعينا تطوعا وبدون مقابل من أجل توعية المواطنين بالكارثة التي ستحل بهم !! وتحسرت بأن تلك العبارات تطلق من نشطاء وناشطات في منظمات المجتمع المدني وفي الحراك ؟؟!! بل ومن المثقفين والمثقفات !! ثم نقول (عدن ، وعدن ، وعدن واهلها ،،،،،،؟! أي تناقضات هذه التي نعيشها ؟! نتكلم اكثر مما نعمل .. وننتقد الاخرين ، وننظر ليل نهار في وسائل التواصل الاجتماعي عن عدن الحضارة والتاريخ والمدنية .. ونتهم الغير بالكذب والزيف والدجل ، و،،، الخ بينما هم/هن يعملون بصمت .

 

– مؤلم ذلك الذي يحدث في هذه المدينة .. وكلما حدث بها شيء رميناه على شماعة بقايا الحوثة والعفاشيين .. اسلوب تبريري يخفي خلفه سلبية مقيتة ؟! ولم نرى جيدا ما نفعله نحن بأنفسنا ومدينتنا وبإيدينا وليس بأيدي اناس اخرين ؟! – المأساة ليس في صعوبة التوعية وإقناع الناس؛ بل المأساة في إننا لم ندع الاخرين والاخريات يعملون-مع انهم يعملون وبدون مقابل- المأساة بأننا نظرنا الى ذواتنا بأنانية لان الفكرة المطروحه لم تكن منا او من القريبات والاقرباء منا.. فلم يكن لدينا سوى الهجوم والرجم ووضع الحواجز والعوائق امام من يعملون.. ؟!

 

– بينما كان يفترض بمن لم يستطع قول الخير وفعله من الافضل ان يصمت ، هكذا هي مبادئ الاسلام وقيمه .. قُل خيرا او اصمت.

 

– كما ان مأساتنا بأننا لا نستطيع ان نخطط للمستقبل؛ كي نتحاشئ الوقوع في نفس الاخطأ والكوارث والمصائب؛ لا تهمنا كارثة انقطاع الماء ، ونبضه ، وجفاف الحقول ، وعطل المضخات ، وتعثر المؤسسة وخصخصتها و.و.و.و الخ . بالقدر ما نهتم لكيف نحطم الاخرين في عملهم! ونضع المعوقات امامهم! ونبث الشائعات حولهم! ونشكك في مبادراتهم؟؟؟! هل لان عملهم كان بدون مقابل؟! او لان عملهم كان من أجل مدينة أحبوها قولا وفعلا؟! ولم يعترضوا أحدا ممن زعم انه قدم لعدن واهلها وقدم وقدم .. بينما سنوات ميلاده في عمل منظمات المجتمع المدني قصيرة ومنهم لاتتعدى سنواته سنتين الى ثلاث او اربع وان كثرة خمس سنوات ، بل وبعضها مدعوم من احزاب سياسية ؟! لم يهتموا بأن السنتين القادمة ستواجه مدينة عدن كارثة في شح المياه ، وهبوط حاد في نبض الحقول ..و.و الخ. وان الترشيد