تقبلوا الأقليات .. كندا مثال في تعليم الإسلام واللغة العربية

2016-01-11 12:01

 

عن الأغلبيات وقوتها وسحقها وهمينتها وألغائها للأقليات وفرض أكثريتها وسطوتها بل وظلمها فالحديث ذو شجون ، حيث والبعض ينظر أن لها حقاً مشروعاً طالما وهي تمثل الأغلبية ولها ان تصيغ وتوضع القوانين وفرض شروطها .

 

نعم فالاكثرية لها سطوتها وقانونها وحقوقها ولكن رغم الشعور بان للأغلبيات دورا مهما في أيصال مرشحيها وحكم الدول وفي الهيمنة على القرارات فان للاقليات الاثنية والدينية والمذهبية واللونية والمهاجرة ايضا مساحتها، ولكن مع هذا فتلك الاقلية يجب ان لا تهضم او تقصى او نغفلها عن المشاركة وحصولها على نصيبها من الحقوق والعناية بها ورعايتها وفي الأغداق عليها وعدم إنقراضها ثقافيا ومذهبيا بل ويجب ان لا تنتهك مقدساتها او يسفه بتراثها وعاداتها وطقوسها.

 

وهذا هو العدل والانصاف، فالرسول صلى الله عليه وسلم ساوى بين الصابئة واليهود وعبدة ألاوثان والمسلمين في دستور المدينة.

 

اليوم تنازلت كندا ودياً وبكل سخاء فألغت كندا رسميا كلمة -عيد ميلاد سعيد - وكل ذلك الكرم هو بغرض التعايش وابدلتها بكلمة -أجازة سعيدة- وبحيث لا يضيق ذرعا بهذه الكلمة المسلمون او الهندوس او البوذيين او غير المتدينين، كما ان تعليم اللغة العربية في كندا تتولى أمرها الدولة وترعاها فهي تفتح مدارس مسائية لتعليم الاطفال العرب المهاجرين والمهجرين لغتهم الأم، بل ويمكن لك ان تختار في الكلية تخصص لغة عربية، ووصل الامر إن فتحت مدارس إسلامية ثانوية واعدادية وإبتدائية باللغة العربية والانجليزية وحققت هذه المدارس في كندا نجاحا واعترافاً مدوياً صريحاً ورسمياً من لدن وزارة التعليم .

وكذلك حذت حذوها امريكا .

 

وعن دولنا العربية فهي يجب ان تدرك ان الاقليات تشكل صمام امان للمجتمع وهي مثل - الاسمنت- الذي يضم ويجمع ويشد صخور العمارة الى بعضها البعض ولا تستهين بتلك الحفنة من الاسمنت فهي ربما السر وراء صمود الصروح الشامخة والعظيمة.

 

من هذه الدول التي سبقتنا في فهم ورعاية الاقليات وانصفتهم في هذا الامر هي -الهند- التي تعتبرالسباقة بل والاولى في العالم ومنذ 4000 الف سنة وهي تتعامل مع كل الاقليلات بحنو ورعاية وعدل، ولقد برهنت الهند انها لم تعمل سيفها في رقاب الاقليات العرقية والدينية سواء المسلمين او المسيحيين او المجوس عبدة النار، بل ان اليهود ذابوا في الهند نتيجة هذا التعايش وهم اليوم يسافرون من إسرائيل ويقيمون في تجمعات كبيرة في بلاد الهند ويجدون متسعاُ وتسامحا قل نظيرة في العالم .واسال بحسرة كم -يهودي يمني- يحب اليمن ويهيم بها ويحن اليها زار صنعاء او تعز او عدن ؟

 

لا زلت اطالب بان نخصص مساحة للاقليات الدينية والمذهبية في عالمنا العربي وقد ينتقد البعض احياء يوم -الغدير- وهو يوم تاريخي مهم في التقويم الشيعي بل الإسلامي، بل وهناك من يسخر وينتقد إحياء يوم -عاشورا- كيوم حزين استشهد به احد سيدي شباب اهل الجنة الامام الحسين رضى الله عنه.

 

عن هذا الشعائر والطقوس والمناسبات الخاصة بالأقليات فيجب تشجيعها لايجاد اللحمة وتخليص نفوسنا من الكراهيات والغل، ويجب ان لا نكتفِ بالسماح والتسامح في إقامة وإحياء هذه المناسبات بل أن تنال إعترافها ومباركاتها من قبل الدولة، وأن يتم رعاية هذه المناسبات وجعلها في مناطق الأغلبيات يوم إجازة رسمية بل إجازة في كل مساحة الوطن، يوم اجازة رسمية يمنح الاعتراف بهذه الاقلية ويرعاها والهدف منه التعايش والتضامن ونبذ الكراهيات.

 

آلا يستحق التعايش والحب والتواد مثل هذه التضحية بل ولا يكتمل التعايش الا اذا انتدبت الدولة مسؤولين للمشاركة في هذه المناسبة .وجعلها مناسبة رسمية وسياحية ودينية وتلاحمية.

*- برانت فورد كندا