تعز وحدها تجعلني أصدق فنان فعاليات حزب الإصلاح الشهير تمباكي بأن الرجال إما ماتوا أو أنهم مخزنين قاتو..
فوفق منطق الأشياء لا يعقل ان تكسر مدينة سكانها ستة ملايين نسمة ،أمام قوة من خارجها لا يزيد عددها عن بضع مئات إلا في حال موت الرجال أو انشغالهم بملذاتهم ومصالحهم.
ما يجري في تعز من مجازر للأطفال وتدمير للبيوت عل رؤس ساكنيها ،في ظل صمت شبه شامل لأهلها إلا من عدد قليل من الشباب المقاوم يجعلنا نصدق ونستشهد بخطرشة تمباكي ان الرجال اما ماتوا أو مخزنين قاتو ،بل أن هذا يتأكد حينما يكتب شخص كنت تظنه مثقفا ليبرر ما يجري في تعز من جرائم بأنه نتيجة خذلان المقاومة الجنوبية وعدم تقدمها لتحرير تعز.
سبحان الخالق الذي يضع سره في أضعف خلقه ،فما كنت أتصور ان صاحب المحلمة الوحدوية الشهير (اليمن واحد تمباكي) ،سيقول حكمة ،قد تنطبق على ستة ملايين نسمة هم سكان تعز الذين يقفوا اليوم عاجزين عن إنقاذ أطفالهم وحماية مساكنهم من شرذمة قليلة ،مهما زاد عددها فإنها لا تساوي أكثر من تعداد سكان حارة في حي الجحملية.
لو لم يمت الستة ملايين نسمة في تعز كما يقول تمباكي ،لاستطاعوا تحرير اليمن كلها وليس تعز فحسب (بالمساويك) والحصى وليس بالسلاح ،ولو دبت فيهم الحياة كما كانت في زمن ثورة سبتمبر 62م او ثورة 11 فبراير 2011م لما تجرأ صالح ولا السيد عبد الملك ان يمارس فيهم كل هذا القتل والدمار والحصار والتجويع.
ولو لم يخزن بعض المحسوبين على المثقفين في تعز بأردى أنواع القات لما حملوا المئات من أفراد المقاومة من المتعبين والفقراء والمعدمين من ابناء كرش والمسيمير وردفان مسؤولية ما يجري لهم واتهموهم بخذلانهم وعدم المشاركة في تحريرهم.