عشرين طلقة رصاص في جيب مسافر من عدن الى عمّان

2015-11-20 14:57

 

عشرين طلقة رصاص وغياب أدنى شروط وأنظمة السلامة في مطار عدن الدولي...!!

 

شكلت الخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي الحلقة الأضعف والأقل أمانً بين مطارات العالم أجمع والتي تشهد من خلال تقنياتها الحديثة وتوفير أقصى وسائل الأمن والسلامة تقدمًا مهولًا يشهد به العاملون في المجال الجوي, وما حصل في مطار عدن صباح الخميس ماهو إلا فيض من غيظ من تردي للخدمات الجوية وضياع كامل في قطاع السلامة والفوضى العارمة التي تعم المطار من كافة جوانبه وخصوصاً الأمنية...!!

 

رحلة يوم أمس الخميس على طيران الخطوط الجوية اليمنية القادمة من عمان إلى عدن لنقل الجرحى ومرافقيهم الذين أُصيبوا في معارك باب المندب إلى العاصمة الأردنية عمان مرة أخرى ماهو إلا دليل قاطع على الخطر الذي يحدق بالمطار وتردي خدماته وأمنه ويحتاج إلى وقفة جادة لتأمينه خدماتياً وأمنياً وإبعاد كافة المظاهر المسلحة في صرح إقتصادي نتمى أن يعود إلى سابق عهده. هذه الرحلة لم تكن كأي رحلة عادية ورافقها العديد من المصاعب لغياب الوعي وإهدار لسمعتنا في الخارج على الرغم من حضور المحافظ وأعضاء السلطة المحلية.

 

طبعاً عمت الفوضى في المطار وبالقرب من الطائرة حيث لم يكن هناك أي تفتيش أمني وهرج ومرج ناس طالعة الطائرة وأخرى نازلة دون رادع أو يضبطهم أحد حتى لو أندس أي من الأعداء بينهم لاسمح الله كان يمكن ان تحدث كارثة...!! وكانت مظاهرالفوضى الحاصلة مقرفة في ظل وجود المحافظ حتى أن الجنود الإماراتيين الذي حاولوا التدخل وكانوا متعاونين وصبورين إلى أقصى درجة لكن لاحياة لمن تُنادي, حيث كان من المفترض أن تدخل سيارات الجرحى ومرافقيهم فقط واحدة تلو الأخرى بإنضباط وترتيب دون وجود إي شخص بجانب الطائرة غير موظفي الخدمات الأرضية, ولكن لم يحصل شئ من هذا القبيل, ترى ركاب طالعين من هنا وهناك ومن معه جواز واللي بدون جواز برع وكأننا في باص هايس خارج من الفرزة, وأستمرت عملية طلوع 85 راكب ثلاث ساعات بسبب الفوضى التي عمت بجانب الطائرة.

 

وعند وصول الطائرة إلى مطار عمان الدولي وأثناء نزول الركاب منها وتفتيشهم بدقة وتحدث الكارثة بوجود أحد الركاب المرافقين لأحد الجرحى وبحوزته عشرين طلقة رصاص آلي...!! وعند سؤاله من قبل كابتن الطائرة عن الرصاص وكيف طلع وهي بحوزته فأجاب مبرراً بأنه قدم من الجبهة مباشرة إلى المطار ليرافق الجريح وطبعاً أنا ألوم كابتن الطائرة هُنا لأنه هو شاهد منظر الفوضى التي حصلت في المطار ولم يكن لديه أدنى معرفة عن ركابه فكيف يأتي الآن ليلوم الراكب عن وجود الرصاص في حوزته...!! وماكان من السلطات الأمنية الأردنية إلا أن قاموا بإحتجاز الراكب وأخذوه إلى مكان غير معلوم ولم نتاكد إن تم الإفراج عنه أم لا.. وطبعاً بسبب هذه الحادثة قامت سلطات المطار الأردنية بتشديد الإجراءات وقاموا ببهدلة طاقم الطائرة. إلى هنا والموضوع أنتهى والكل يعلم من حكومة وأمن ومواطنين مايجب عمله بخصوص هذا الشئ ولن أكثر من الكلام خصوصاً في الظروف التي تمر بها البلد, ولكن ما يحزنني بأن السلطات الأردنية لاتفتش الطائرة والركاب القادمين من صنعاء إلى الأردن لأن الأجهزة القائمة على مطار صنعاء مشددة الإجراءات الأمنية ولاتعمه الفوضى مثلما يحصل في مطار عدن وهذا مايحز في النفس...

 

ملاحظات سريعة:

--------------

1 - جرحانا الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل هذا البلد يعانون من تقصير الحكومة في حقهم, يعني كان العديد من الجرحى المسافرين لاتوجد لديهم أية ملابس غير التي يلبسونها مثل فانلة وبنطلون برمودا, يعني بايوصل إلى عمان بهذه الملابس ودرجة الحرارة فيها تصل إلى أربع درجات مئوية (برد قارس).

 

2 - لم تقدم حكومتنا الرشيدة فلس واحد لجرحانا وكل الركاب طلعوا الطائرة ولاتوجد في جيوبهم ريال واحد, لأن العديد منهم لم يكن يتوقع بوصول الطائرة وتلقى إتصال من أصحابه يخبره بالحضور الى المطار للسفر وهو في الشارع مثلاً وجاء وهو يعرج وفي رجله الحديد, فتخيلوا أشكالهم معي وهم ينزلون في مطار عمان يحاصرهم البرد وبلا فلوس أو ملابس...!! هؤلاء هم من دفع دمه رخيص من أجل الدفاع عن تربة وطنه بهذه الحالة بينما المحللين وبائعي كلام وشيوخ ومنافقين يعيشون في أضخم الفنادق في الرياض والإمارات في بذخ ويصرفون الملايين هم وعائلاتهم .. وتصوروا معي أولئك الشباب الصفوة من كافة مناطق الجنوب الذي فقد ساقه أو تشوه وجهه أو بُترت يده ومافي معه فلس واحد ولابدلة تقيه من البرد والحكومة ولاهي هنا أو تنظر إلى حالهم بعين الإعتبار ولاحول ولاقوة إلا بالله ...!!