الكل ينادي ويتحدث ويكتب حول أمن عدن والجنوب وضرورة العمل على تثبيته ،أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم الوطنية لبوا النداء وفي المقدمة منهم أبناء (المقاومة الجنوبية ) التي تجاوزت كل الخطوط السياسية والوطنية الحمراء وقبلت لأجل الجنوب وعدن التعاطي مع رجال يمثلون شرعية احتلال على أرضها ، نعم قبل الجنوبيون التعاطي مع دولة الاحتلال من منطلق القبول بمفسدة لدرء مفسدة أكبر ولكن للأسف الأخوة في الشرعية التائهة مازالوا ينهلون من ثقافة المخلوع صالح التي عاقروها على مدى عقودا من الزمن فمازالت عقول هؤلاء تنطلق من منطلق الاحتواء للآخرين واذابتهم أو شرذمتهم والانفراد بهم جماعات وأفراد !!
أمن عدن والجنوب مسئولية الجميع وهذا لاشك فيه ولكن أساس تحقيق هذا الهدف العظيم يأتي من منطلق الاقتناع بأهميته التي تفرض على كل طرف ضرورة الخروج من مربع التعاطي السياسي مع هذا الموضوع الهام والولوج إلى المربع الوطني الذي لاشك انه المنطقة الخالية من الألغام التي يستطيع أبناء الجنوب الالتقاء والعمل فيها بأمان !!!
الأمن في عدن والجنوب لن يأتي إلا بتضافر الجهود لأبناء الجنوب ولا يستطيع طرف بعينه في مثل هذه الظروف العصيبة الانفراد لتحقيق ذلك وبالتالي فنحن جميعا مرغمون على التنازل عن اطماعنا السياسية وتغليب انتماءاتنا الوطنية لبلدنا الجنوب وهذا ماقامت به المقاومة الجنوبية وفي طليعتها الحراك الجنوبي المقاوم فقد اجتازت كل العوائق وأعلنت ولاءها الحقيقي للجنوب بقبولها أن يكون رجالها جنودا في خدمة عدن والجنوب منطلقة من اهدافها في النضال من أجل تحرير وطن سليم معافى وليس وطنا ممزقا جريحا محطما !!
هل ستدرك الشرعية الاحتلالية هذه الحقيقة وتقبل بالتعاطي مع الجميع دون التفكير في احتواء الجميع وسلبهم حق الثبات على أهداف ثورتهم ،هناك رؤية قدمت من قبل المقاومة الجنوبية للشرعية الاحتلالية تحمل خارطة طريق لتجاوز العوائق التي تقف في طريق تطهير عدن والجنوب من البلاطجة والماجورين وأصحاب الرؤى العتيقة فهل آن الأوان لقبولها أو على الأقل طرحها للنقاش أم أن الأهداف السياسية لن تسمح بهذا في الوقت الراهن ..! !
نأمل أن لا تذهب الشرعية بعيدا في محاولاتها إذابة المقاومة الجنوبية ومحاولات الالتفاف عليها فالطرح الأسلم والقصر والانجع هو في التفكير الجدي في التعاطي مع المقاومة الجنوبية والقبول بشراكتها في إدارة الملف الأمني بطريقة منظمة تحترم تضحيات الشهداء ومواقف المقاومة المشرفة! !
عدن
12 نوفمبر 2015م