الجنوب ....سياسة حماية (الثوابت ) الوطنية !!!!

2016-10-28 05:55

 

في مضمار العمل السياسي ما أعلن عنه يوم امس على السنة محافظي محافظات الجنوب المحررة  في ما يخص التمسك بالمبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء  ليس  محرما،  فمن يقبل بالدخول في المعركة السياسية عليه أن يدرك جيدا انه سيقدم تنازلات لكي يصل إلى المكاسب ، المهم هو أن تكون لدى هذا الطرف السياسي رؤية للعمل وكذلك آلية وادوات عمل ...

 

السؤال هو ..

هل لدى محافظي المحافظات الجنوبية رؤية وآلية وأدوات عمل لحماية (الثوابت) الوطنية الجنوبية من أي انعكاسات سلبية قد تحدث الآن أو غدا  نتيجة لمثل هذه التصريحات والبيانات المؤيدة خصوصا أن هذا التأييد يأتي ليعلن موقف جنوبي من مبادرة ومخرجات سبق وأن ذهب اليها فريق جنوبي آخر وخرج صفر اليدين إلا من انقسام استغله الخصوم أيما استغلال  !!!

 

المعروف أن تصريح تأييد مخرجات حوار صنعاء والمبادرة الخليجية يأتي في إطار تحديد المواقف في معركة أطرافها تنتمي إلى الجمهورية العربية اليمنية وان الجنوب ليس طرفا معترفا به في هذه المعركة  ولا في القرارات الدولية المتعلقة بها ولكنه قد يكون وهذا مؤكد جزء من غنائم هذه المعركة في حالة ماوضعت تلك المعركة  أوزارها وحان موسم تقاسم الغنائم  ،  وبالتالي فإن هذا التأييد من حيث توقيته وبيان مفرداته يأتي ليصب في مكاسب (الشرعية) اليمنية وهذا شيء مباح في العمل السياسي شريطة أن تكون تلك الشرعية معترفة بك  كطرف ولو بشكل غير معلن وبقضيتك وشريطة أن تكون قد أقمت مع تلك الشرعية شراكة حقيقية تقوم على الندية وتبادل المصالح التي يأتي من ضمنها هذا التصريح بالتاييد وأمثاله !!

 

إذا لم نمتلك القدرة على فرض سيطرتنا الحقيقية وليست الإعلامية على الأرض فإن المنطق والعقل يحتم علينا أن نحاول تحقيق ماعجزنا عن تحقيقه  بسياسة الأمر الواقع من خلال التحالفات السياسية والعسكرية ونحن والحمد لله لدينا اوراقنا للوصول إلى مبتغانا اذا ما أجدنا استغلالها  ،  فشباب الثورة الجنوبية هم من يذبحون اليوم على الحدود السعودية الحوثية دفاعا عن مشروع التحالف الخليجي  وشرعية هادي ومن حقنا استخدام هذه الورقة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية تحمي ثوابتنا الوطنية الجنوبية وتساعد على تحقيق أهداف ثورتنا الجنوبية. .

 

كما أن لدينا ورقة أخرى هي التواجد الأكبر على المساحات الجغرافية الجنوبية والسيطرة على موارد هذه المساحات الأمر الذي يعزز موقفنا ويرغم أي طرف بقبول التعاطي الندي معنا لخدمة أهداف ثورتنا  الجنوبية. ..وهناك أوراق لايتسع المجال لذكرها هنا نستطيع توظيفها !!!

ختاما..

 

بيانات التأييد للمبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء والقرارات الدولية المتعلقة بانقلاب صنعاء التي صدرت أمس عن محافظي المحافظات الجنوبية المحررة  كلها أسلحة تصب في مجرى الحرب الاعلامية بين أطراف الأزمة في صنعاء التي لايشكل الجنوب طرفا معترفا به فيها حتى اللحظة  وبالتالي فإن خطورتها على قضيتنا الجنوبية تضل قائمة حتى نلمس على الارض مشروعا وطنيا من قبل هؤلاء المحافظين  يحمي ثوابت تلك القضية الوطنية أما من خلال إيجاد شراكة ندية صحية ولو غير معلنة مع الشرعية التي تدعم موقفها تلك البيانات وهو الأمر القريب إلى التحقيق  ،  وأما من خلال السيطرة الحقيقية على الجنوب واعلانه طرفا معلنا في المعركة الدائرة وهذا الأمر المستبعد في هذه المرحلة  من وجهة نظري !!!

     عبدالكريم سالم السعدي

                  عدن

        27 أكتوبر 2016م