عدن المدينة التي تعيش بسلام رغم بساطة اهلها وتواضعهم خرجت مؤخرا من الحرب التي عاشتها لثلاثة اشهر، حيث شهدت طيلة تلك الفترة اعنف المواجهات بين مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح من جهة ورجال المقاومة الشعبية الجنوبية والجيش الشرعي مسنودة بقوات التحالف العربي من جهة أخرى وخلال تلك المعارك الشرسة تعرضت معظم منشئات عدن ومنازل المواطنين لتدمير واسع أدى إلى القضاء على كافة الخدمات واحال الحياة فيها إلى جحيم بالغ.
كان معظم سكان المدينة قد اضطروا للنزوح إلى المحافظات والمناطق الأخرى وآخرين فروا نحو دولة جيبوتي حيث لجأوا اليها.
وبعد تقهقر قوات الحوثيين والرئيس المخلوع "صالح" وانتصار جيش الشرعية والمقاومة الشعبية شرع الاهالي بالعودة إلى منازلهم على الرغم من حالة الدمار والعبث الذي طالها.
اليوم وبعد مضي اشهر على تحرير عدن يتشبث السكان بمدينتهم ويحاولون اعادة الحياة اليها، يعزز من آمالهم تلك تحرك الكثير من منظمات المجتمع المدني والناشطين من ابنائها بتشجيع من العديد من المؤسسات العربية ابرزها الهلال الأحمر الاماراتي الذي يبذل جهود كبيرة في سبيل اعادة الخدمات لاهالي مدينة عدن.
علامات مضيئة يقدمها الهلال الاحمر الاماراتي:
باشر الهلال الاحمر الاماراتي تقديم خدماته عقب انتهاء الحرب مباشرة والى اليوم حيث يسعى الهلال الأحمر الإماراتي لاعادة تطبيع الحياة في عدن من خلال تقديمه لخدمات كبيرة لاهالي المدينة اسهمت في تخفيف معاناة الاهالي وعودة النازحين الى منازلهم، حيث اوصل حوالي 9 بواخر تحمل 18,322 ألف طن من المواد الإغاثية المتنوعة والمعدات والمستلزمات الخاصة بالصيانة وإعادة الأعمار وترميم المنشآت العامة في عدن، بالإضافة لتسيير أكثر من 50 شاحنة عبر الأراضي السعودية محملة بالمواد الغذائية، وبلغت القيمة الإجمالية للمواد المرسلة 63 مليون درهماً.
واجمالا وبحسب تقارير مؤكدة بلغ عدد الأسر اليمنية المستفيدة من مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي في عدن 66 ألف أسرة يمنية بمقدار 462 ألف نسمة حيث يقوم 170 موظفاً ومتطوعاً للهلال الأحمر في مديريات عدن الثماني والمناطق المجاورة لها بتوزيع الطرود الغذائية والإغاثية لها.
ومن اهم الخدمات المقدمة من الهلال الاماراتي اعادة ترميم وتاهيل قطاع الكهرباء حيث زود محطات الكهرباء بـ 54 ميجا من الكهرباء وتكفل بدفع رواتب ثلاثة اشهر لموظفي مؤسسة الكهرباء ودفع مستحقات الطاقة المؤجره بأكثر من 20 مليون دولار.
وفي خدمات المياه تعهد الهلال الاحمر الاماراتي بدفع رواتب 6 أشهر من رواتب موظفي مؤسسة المياة كما قام باعادة تاهيل شبكة مياه الشرب وايصالها الى منازل المواطنين.
وفي جانب التعليم قام الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل وصيانة أكثر من 154 مدرسة تم انجاز ما يعادل 40 مدرسة منها حيث تم تأهيلها بشكل كامل وتوفير كل ما تحتاجه من مكاتب واثاث واجهزة حاسوب ومختبرات وغيرها.
كما يقدم دعماً متعدداً في عدد من القطاعات الهامة مثل إعادة تأهيل وبناء مطار عدن الدولي، و توفير ما يحتاجه الجهاز الأمني من سيارات وآليات بالاضافة الى المساهمة بشكل كبير في توفير الأمن وحماية محيط عدن.
ووصلت مؤخراً الى ميناء عدن باخرة حملت 14 سيارة، بالإضافة إلى اجهزة ومعدات إعادة إعمار وترميم المشاريع التعليمية والصحية والمياه والكهرباء والصرف الصحي، وفي قطاع الخدمات الصحية والعلاجية اكد مسئولون في الهلال الاحمر الاماراتي ان من خططهم الراهنة إعادة تأهيل وإعمار مستشفيات عدن وذلك بتجهيز وتشغيل مركز غسيل الكلى بمستشفى الجمهورية، وإعادة تأهيل مستشفى الشيخ خليفة ومستشفى باصهيب بتكلفة 35 مليون درهم، وسيتم صيانة المستشفيات وتجهيزها بالأثاث والمعدات اللازمة.
تاتي جهود الهلال الاحمر الاماراتي ضمن حملة إنسانية جديدة بعنوان "معاً نبني عدن" وتتضمن هذه الحملة الكثير من المشاريع الإنسانية التي استهدفت فيها أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال والمرأة وغيرها من القطاعات الخدمية الاخرى مثل تأهيل المدارس ومراكز الصحة الإنجابية وصيانة الحدائق العامة والمنتزهات والاماكن العامة، ففي جانب دعم اسر الشهداء تبنت الهيئة خطة متكاملة من أجل إعادة الامل لهم من خلال دعمها بمشاريع عديدة، .منها مشروع كسوة العيد لـ 600 طفل من أطفال الشهداء وأيضا توزيع أضاحي العيد لـ100 أسرة ويسعى الهلال لتقديم إعانة مستمرة لأسر الشهداء، عبر فتح مشاريع صغيرة مدرة للدخل لتلك الاسر.
كما قدم ويقدم الهلال الاحمر الاماراتي مساعداته للكثير من فئات المجتمع في عدن كالمعاقين وذوو الاحتياجات الخاصة والاسر الفقيرة وطلاب وطالبات المدارس وغيرهم.
وهكذا بات الجميع في عدن اليوم يتطلعون الى استعادة حياة مدينتهم ويبذل الكثير من ناشطي وناشطات عدن مساعٍ كبيرة في نشر التوعية بين صفوف الأهالي بمن فيهم بعض الذين لا يزالون متأثرين بشبح الحرب وذلك لاقناعهم بترك السلاح والعمل بروح الفريق الواحد لاعادة بناء صور الحياة لمدينتهم الجميلة من خلال الاستفادة من المساعدات والدعم المقدم من دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها من الدول.