بسم الله الرحمن الرحيم
إن المجزرة البشعة التي ارتكبتها أيادي اﻹجرام من مجرمي الغزو الباغي الحوثفاشي ، في تعز العز والسلام، لم تكن اﻷولى ولن تكون اﻷخيرة... فقد سبقها مجازر في الضالع ولحج وعدن النور وغيرها...وهي مدانة ومستنكرة ومستقبحة بأشد اﻷلفاظ في كل اللغات..
لكن لماذا هذه المجزرة البشعة اﻵن؟!!
إنها لجر المجتمع الدولي إلى مزيد من الضغط لوقف القتال بحجة الوضع اﻹنساني... والحقيقة فإن ذلك يؤدي إلى إنقاذ المجرمين الحوثفاشيين.. بل والتفاوض معهم كشريك ند بدلا من معاقبتهم!!!
إن التفاوض معهم ، كشريك ند ، هو إلغاء لبقاء الشرعية في طرف واحد وتقاسمهم للشرعية معه!! فلم نسمع أو نقرأ من الحوثفاشيين التزاما مباشرا غير مشروط بقرار مجلس اﻷمن رقم 2216 بل إن ما أعلنوه ، من أسس ، هو التفاف كامل على القرار يفرغه من كامل محتواه.
إن قبول أهل الشرعية بذلك هو القبول بشرعية الشراكة مع من انقلبوا عليهم وارتكبوا ولا زالوا يرتكبون المجازر واﻹرهاب والعدوان واﻹحتلال.. وإن أي مبررات ﻹجتماع أو مفاوضات أو مشاورات جنيف2 لن تحول دون أمرين:
1. القبول الضمني باﻹلغاء ، من الناحية العملية، لقرار مجلس اﻷمن 2216.. ويتم هذا بإشراف اﻷمم المتحدة وشهادتها .
2. القبول الشرعي ، بشرعية الشراكة معهم فيصبحون جزءا من أصحاب الشرعية حتى لو تعذر الوصول إلى اتفاق في جولة جنيف 2 ، وهم من ارتكبوا ولا زالوا يرتكبون كل أنواع الجرائم اﻹرهابية... بل وتبرئتهم حتى من كونهم إنقلابيين.. وبالتالي إنهاء مشروعية أي أعمال أو تصرفات دون موافقة الشريك الجديد في الشرعية... وأيضا بحضور وإشراف وشهادة اﻷمم المتحدة.
إن اﻷخطر في هذا اﻷمر أنه يضعف نتائج اﻹنتصارات العظيمة التي حققتها وتحققها قوات التحالف العربي والمقاومة وأصحاب الشرعية ، بقيادة المملكة العربية السعودية ، سواء على المستوى الميداني أو على المستوى السياسي.... هذا التحالف الذي شكل سابقة رائعة وشجاعة وتأسيسا وبناءا لوجود دور عربي فاعل وغير مسبوق يصد عن المنطقة أطماع الغير وتدخلاتهم وأذاهم...
واﻷمر الخطير أيضا... أن القبول بهذه المشاورات او المفاوضات بتلك الصورة... قد يعطي المبرر لاستصدار قرار أممي بوقف العمليات العسكرية وتكليف قوات دولية ، ربما إقليمية أو غير إقليمية بقبعات زرقاء ، تحت قيادة اﻷمم المتحدة لﻹشراف على وقف العمليات العسكرية.
وتذهب كل اﻹنتصارات وكأن شيئا لم يكن.
وفي كل اﻷحوال سيبقى المجال قائما في أمر واحد لتحقيق نصر ممكن ، وببعض الصعوبة ، إلا أنه في اﻷصل ضرورة إستراتيجية قصوى للمنطقة. وعلى ثقة كاملة أن من اتخذوا القرار الشجاع والحكيم بإطلاق عاصفة الحزم وعودة اﻷمل يملكون اﻹقدام الحكيم لإتخاذ القرار المحقق للضرورة اﻹستراتيجية القصوى.. ومالا يدرك كله لا يترك جله.
8 من محرم 1437
الموافق:
22 أكتوبر 2015