الإنسانية قبل التديّن

2015-10-01 02:11

 

هذا عنوان كتاب ربما هو الحدث المدوي في عالم الطباعة والتأليف والنشر. مؤلف الكتاب هو الشيخ الصوفي الراشد الداعية -الحبيب علي زين العابدين بن عبد الرحمن بن الجفري . لم أتمكن بعد من شراء الكتاب ولكنني تواصلت مع زملاء وطلبت من يشتري لي بالكتاب ،لارحل مع فكر هذا الداعية والشيخ الأنسان الذي تشد رحال كل الناس إليه للطافتة في الحديث وعلمه الغزير وإنسانيته المترعة.

 

الأنسانية قبل التدين - كتاب بوزن الذهب ودليل يعيننا على تلافي بل إنقاذ انفسنا منما أحاق بنا من تشدد وتنطع وعداوات وخصومات لا تبقِ ولا تذر .

أن الدين الإسلامي علّمنا المحبة والتي شملت الرفق بالحيوان وبالشجرة والبيئة فما بالك باخيك الانسان إي أنسان، والدين حثنا على نشدان التآخي والتصالح والتسامح مع الخصوم (ولَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )

واسال فهذه مسالة انسانية هل في يوم -عاشورا- قمت أخي -السني- بمشاركة اخوك الشيعي هذه المناسبة الحزينة ،وبذلت جهدك وأظهرت من المشاعر التعاطف ما يجعل أخوك الشيعي يطمأن لك ويسعد بمشاركتك له هذا المناسبة ، ولا يستشف منك التذمر او السخرية ؟ وهل بامكاننا ان نحول مثل هذه المناسبة الى يوم أجازة رسمية وحزن عام بهدف التعايش والتضامن والمشاركة ومن أجل توادنا وسلامنا الإجتماعي مع اخوتنا الشيعة، وحتى ندفع بالتي هي أحسن فتذهب العداوات والشحناء ؟.

 

وأسال إيضا ،هل قمت أخي المسلم بتهنئة أخوك المسيحي في يوم عيد ميلاد المسيح ؟هل ساعدت في صيانة او تنظيف كنيسة اخوك -القبطي- في مصر؟.

 

هل حضرت زفاف جارك اليهودي وتناولت معه بعض اطايب الطعام؟ بل هل درّست مقتطفات عن المسيحية واليهودية لصغارك وبحثت وبينت لهم بعض العوامل والصفات المشتركة التي تجمعنا ؟.

 

قلت لصاحبي وانا امر بجوار محل يهودي- kosher -دعني اشتري منه بعض اللحم والخبز فكان أن صاح تشتري من يهودي! يقتل صغارنا في فلسطين! ربما وضع لك السم! .

 

مثل هذه التصرفات والمشاعر تثبت اننا لا زلنا نعيش تحاقدنا وتطرفنا وجهلنا المقيت ،وما نعيشه اليوم من مهالك ومحارق هو نتيجة افكار تربصت بنا في لحظة غفلة، وعندما صدّقنا ذلك الذي يقول لا تظهر الود لغير المسلم بل ولا تدعوه باحسن الاسماء بل ولا تهش وتبش بوجهه لا بل ولا تفسح له في الطريق .

 

وهل ومن يقول مثل هذا لا نحاكمه ؟فهو تربص بنا وشوه ديننا وزجنا الى الفتن المخيفة التي نصطلي بها اليوم .

 

أنسنوا نفسياتكم فديننا كله إنسانية .