ما تشهده بعض مرافق محافظة عدن من أعمال شغب وفوضى واستهتار، تجلت في إغلاق مطار عدن ومنع الرحلات القادمة من الهبوط والمغادرة من الإقلاع والتهديد بقصف الطائرات، ومحاصرة مقر إقامة الأستاذ خالد بحاح ومن معه من الوزراء، وغيرها من مظاهر التقطع وإغلاق المرافق وفرض الجباية على المواطنين باسم مطالب المقاومة لا يمكن أن تعبر عن روح المقاومة ومعانيها النبيلة ومآثرها الخالدة.
لا يمكن لمقاوم حمل روحه على كفه وكاد أن يكون في عداد الشهداء في سبيل قضية الوطن وعزته وكرامته، لا يمكن أن يركب طقماً ويحمِّله بمضاد الطيران ليهدد بقتل المئات من البشر إذا لم تلبَّ مطالبه، حتى وإن كانت هذه المطالب عادلة كالمطالبة بالمرتبات الشهرية أو المطالبة بوظيفة حكومية، أو غيرها من المطالب، ذلك إن هذا السلوك لا يقدم عليه إلا أناس لا رصيد لهم ولا موقف ولا سمعة طيبة يحرصون عليها أما أصحاب المواقف المحترمة والرصيد النضالي والأخلاق الرفيعة فإنهم لا يمكن أن يضحوا بكل هذا ويسلكوا سلوك العصابات وقطاع الطرق من أجل مطالب فردية حتى وإن كانت مشروعة.
لست بحاجة الى القول أن هذا السلوك يسيء إلى المقاومة عند ما يصدر من أناس يدعون انتماءهم إليها، لكن سكوت قيادات المقاومة على هذا السلوك هو إساءة إضافية إلى نقاء وفدائية وتاريخ المقاومة والمقاومين ونبل تضحياتهم.
ومن نافل القول أن القضايا العادلة مثل المطالبة بالمستحقات أو بالوظائف وسواها لا يمكن التعبير عنها بالطرق غير العادلة مهما كانت الأسباب، بل لا بد من التعبير عنها بطريقة تتناسب مع عدالتها ومشروعيتها، وهو ما يعني إن كلزصاحب حق لا بد من منحه حقه ولكن عبر السبل المشروعة والقانونية والمحترمة.
لست متيقنا أن من يعكرون الأمن ويغلقون المرافق ويعطلون المصالح الحكومية ويوقفون المرضى في المطارات ويعرضون السلم الأهلي للخطر يمتون بأي صلة للمقاومة، وأتوقع أن قيادات المقاومة ستتبرأ من هذا السلوك وأصحابه، . . . ثم لماذا نقفل فرضية أن هؤلاء أو بعضهم ممن زرعهم نظام صالح بين المواطنين ليحركهم وقت الحاجة وقد حان وقت الحاجة إليهم!؟
--------------------------------
* من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك.