أضعف الإيمان (سفراء أميركيون للسعودية)

2015-09-08 10:16

 

جاكي كريزمر وجويس فوسكامب، شقيقتان أميركيتان جاءتا إلى السعودية عام 1945 مع والدهما الذي كان يعمل لدى شركة «أرامكو» في مدينة الظهران. جاكي تزوّجت في الظهران وأنجبت طفلين وعاشت 27 سنة، وجويس عاشت 35 سنة، وأنجبت أولادها الثلاثة وربّتهم في السعودية أيضاً. في بداية عام 1947 سنحت لهما الفرصة للقاء الراحل الملك عبدالعزيز خلال زيارته الأولى لمقر الشركة، والتقطتا معه صورة، أصبحت جزءاً من تاريخ «عائلات عمال النفط الأميركيين» العاملين في السعودية. ظلّت السيدتان تحتفظان بذكرياتهما الجميلة عن السعوديين وفترة وجودهما في مدينة الظهران. وفي عام 2008 استقبلهما الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته لواشنطن، وخلال الأسبوع الماضي استقبلهما الملك سلمان بن عبدالعزيز كضيفتي شرف، فتحقّق لهما اللقاء الملكي الثالث.

جاكي وجويس رمز لعشرات الأسر الأميركية التي عاش أفرادها عقوداً في السعودية منذ العام 1933، وولد أطفالهم وترعرعوا على أرضها. معظم هؤلاء عاد إلى بلاده، وظل يحتفظ بذكريات وحكايات ومواقف مع الشعب السعودي، لكن علاقة السعودية معهم ظلت في إطار المناسبات الرسمية، ولعدد محدود منهم، على رغم أن أبناء وبنات «عائلات عمال النفط الأميركيين» الذين عملوا في المملكة على مدى نصف قرن، يشكلون رقماً كبيراً.

يروي أحد المواطنين السعوديين وهو مقيم في أميركا، أنه ذهب قبل سنوات مع ابنه، يوم تسجيل الطلاب في إحدى المدارس الثانوية. ويضيف: كان فناء المدرسة يعجّ بالطلاب وأسرهم، ولفت انتباهي أن إدارة المدرسة رفعت أعلام بعض الدول الأوروبية والآسيوية كرمز لجنسيات الطلاب الذين سُجِّلوا، وكان بينها علم المملكة العربية السعودية. التفت الأب إلى ابنه، وقال له: «الحمد لله لن تشعر بالغربة في هذه المدرسة، معك طلاب سعوديون». طلب الأب من المسؤولة عن التسجيل عدد وأسماء الطلاب السعوديين الذين سيدرسون هذا العام، لكنه فوجئ بأن جميع التلامذة المسجّلين تحت اسم السعودية، أميركيون من مواليد مدينة الظهران. يقول الأب: «المفاجأة الأهم التي نقلها لي ابني لاحقاً، أن هؤلاء الطلاب يحرصون على قضاء إجازتهم السنوية في الظهران، ويتحدّثون عن السعودية بصفتها وطناً ثانياً».

هؤلاء يمكن اعتبارهم قوة سعودية ناعمة، سفراء للمملكة في المجتمع الأميركي. ولهذا ينبغي التواصل معهم على نحو منظّم، وتأسيس جمعية تحت اسم «الأسر الأميركية - السعودية»، وإيجاد قنوات تواصل بينهم، وتمويل نشاطاتهم ودعمها، وتقديم منح دراسية لأبنائهم. وإن تحقّق هذا فإن السعودية لن تكون بحاجة إلى شركات للعلاقات العامة للدفاع عن صورتها داخل المجتمع الأميركي، لأن هؤلاء الأميركيين السعوديين بالمولد والنشأة سيكونون أكثر صدقية، وأكثر قدرة على تقديم صورة السعودية للمجتمع الأميركي.

* الحياة