يبدو أن الدكتور عبد الرحمن الراشد إما يستغبي عقول القراء أو يحاول مغالطة التاريخ .. فعندما يزعم مجحفا بأن الاصوات المطالبة بعودة دولة الجنوب بدأت ترتفع بعد تحريرعدن والعند فهو بذلك يلغي من قاموس التاريخ ملايين الجنوبيين الذين خرجوا الى الشوارع طيلة سنوات والتي كانت قناة العربية التي يديرها آنذاك تفرض حصارا إعلاميا على ما يحدث بالجنوب وترفض حتى فضح جرائم الاحتلال اليمني بحق الجنوبيين.
الأخطر في مغالطات الراشد .. هو مغالطته الفجة بأن من حرر عدن والعند هي قوات الحكومة اليمنية وهذه لعمري فيها إساءة لشعب الجنوب ومقاومته العظيمة وانتقاص لدورها القتالي التحريري الذي لم يكن سواه مع دول التحالف على الأرض.
يبدوا أن الراشد حتى يبرر رؤيته ووجهة نظره الرافضة لفكرة استقلال الجنوب لم يكن له بد سوى تزوير التاريخ بل تجاوزه إلى اعتبار من يطالبون بعودة دولة الجنوب إما حالمين أو انتهازيين.
هذه الإساءات الفجة لشعب الجنوب لا تعبر عن قناعات الراشد بل تتجاوزها إلى كيله اتهامات عبثية وتشكيك في إرادة شعب الجنوب والتطاول عليه والإساءة لحراكه السلمي ومقاومته التحررية بل جزاء مناسب وفق معايير الدكتور الراشد لشكر شعب الجنوب بكل قواه ومكوناته وفئاته على وقوفهم إلى جانب أمن دول الخليج قاطبة في مجابهة العدو التاريخي لها والذي دفع ثمنه عشرات الاف الشهدا والجرحى وكومة دمار من المدن والأحياء وخرآب بحاجة لسنوات من البناء.
ويتناسى الراشد أنه لولا "الفكرة الحمقاء الانفصال" - حد وصفه - متجذرة في إرادات شعب الجنوب لكان جنوب اليمن الآن واحة بيد الإرهابيين الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين.
وباعتبار انتقاص وإساءت الراشد تعبر عن مستوى تفكيره وقلمه ووجهة نظرة الشخصية إلا اني اقول للدكتور الراشد بأن شعبنا بكل الحالمين فيه وانتهازيه حد وصفك يريدون وطن ثمنا لكل تضحياتهم وحقهم الشرعي الذي لا يستطيع كائنا من كان الحيلولة دون ذلك.