منذ يومين فقط كان كاتب هذه السطور قد قال إن سقوط رأس عمران بيد المقاومة الجنوبية سيكون له ما بعده، ولم يمض يومان حتى تأكد أن استعادة عمران من أيدي غزاة 2015م لم يكن سوى المقدمة لتحرير عدن كلها ودحر الحوافش منها ومن الجنوب عامة، على طريق الانهيار الكامل للمشروع التدميري الذي يقوده أشهر لصوص السياسة والمال والتاريخ في اليمن، متحالفا مع أعتى العصابات الإجرامية المتكئة على فلسفة التزييف وتكتيك التقية الملفقة.
سقطت مدينة خور مكسر بيد المقاومة الجنوبية وتلاها سقوط مناطق العريش وغازي علوان وجزيرة العمال، ولا يمكن هنا إنكار الدور الحاسم لقوات التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية التي تستحق كل الشكر والثناء لما تقدمه للتصدي لهذا التحالف الشيطاني المقيت، وسقوط الخور وما جاورها هو لحظة حاسمة إذ تمثل المدينة خاصرة الجسد العدني، وسقوطها يعني السقوط الأوتوماتيكي لمدن كريتر والمعلا والتواهي ومن ثم تنظيف عدن نهائيا من هذا الرجس الغريب على الجسد العدني والجنوبي.
ربما يقتضي تقييم العملية وقتا ودراسة مستوفية لمختلف عوامل الانهيار الذي أصاب تحالف الحوافش بهذه السرعة المفاجئة لكن الأمر المؤكد هو أن هذا الانهيار كان حتميا وكان لا بد من حصوله عاجلا أم آجلا لأن وجود هذا التحالف في عدن والجنوب هو استزراع لنبتة غريبة في غير تربتها ومناخها وبيئتها، وكان لا بد لهذه النبتة أن تضمر وتموت وها قد بدأت لحظات احتضارها، . . . لقد تأخر هذا الاحتضار قليلا لكن المهم أنه قد حصل، ويبقى على المقاومة الجنوبية وكل شركاء هذا الانتصار الجميل أن يحافظوا عليه بمزيد من الانتصارات المتواصلة حتى ضمان الخروج النهائي.
* * *
بعيد إعلان سقوط خور مكسر بدأت العديد من السيارات المحملة بالمقنعين حاملي الرايات السوداء تجوب بعض الشوارع وتتدفق على عدن من جهات عديدة، وهي عملية مكشوفة الغرض منها إفساد فرحة النصر وتشويه صورته البهية، فهؤلاء الذين لا يتحركون إلا بإيعازات من مطابخ "الزعيم" في صنعاء كانوا دوما جزءً من أدوات تخريب الحياة وسرقة الانتصارات والسطو على الفرح.
سينبغي على المقاومين الجنوبيين ومعهم القوات المسلحة (الموالية بصدق للرئيس هادي وليست تلك التي تغير مواقفها حسب اتجاه الرياح)، أن تأخذ الحيطة من ألاعيب سارقي الفرح الذين لا يرون انتصارا يلوح في الأفق حتى يسارعوا إلى إفساده والذين وإن تظاهروا بالخصومة مع الحوافش لكنهم يعملون معهم على نفس الخط ويكملون لهم ما فشلوا في تحقيقه من دمار لما تبقى من مرافق عدن التي شهدت أبشع عملية تخريب في كل تاريخها على يد مليشيات من ادعى ذات يوم بأنه (الزعيم الرمز) وإنه مكتشف البترول وباني السد ومعبد الطريق ومورد الشمع وصاحب المشروع النووي والسكة الحديد وكل الأكاذيب التي حفظها المواطنون عن ظهر قلب.