ماذا بعد فشل مؤتمر جنيف؟

2015-06-20 10:50

 

تفسير الحرب أنّها نتاج فشل الحوار، وكل حوار تم بين فصائل متقاربة بالقوة فان ذلك يبعث على ديمومة الاتفاق وتقوية مداميك السلام ، وكل اتفاق تم بين طرف مهزوم وطرف منتصر لا تدوم افراحه او سلامه بل هي هدنة مراوغة وتنذر ولو بعد حين بجولات اشد واعنف .

 

اليوم توقفت عند تصريح مندوب الامم المتحدة حيث قال ان فشل المفاوضات لا يعني توقفها بل انه ينتظرنا جولات من المفاوضات الطويلة .

 

وهذا يعني ان الامم المتحدة عبر مندوبها تبشرنا وتزف الينا خبر البوؤس والنحس، بان الحرب التي بعثناها ذميمة ستضرى وتفترس وتنتشر واننا على خطى سوريا والعراق وليبيا وهل اليمن بافضل حال منهم فهو مهد الشر ومنبته منذ ايام الأسود العنسي وابرهة الاشرم .

 

ومشكلة العقلاء انهم يملكون صوتا خافتا لا ضجيجا فلا يُسمع ، وهم عادة يتحدثون عن الخسائر لا عن الفوائد عن المصالحات لا عن العنتيرات .

ومنطقهم اي فائدة ونصر وعزة تاتي من حروب ساحقة ماحقة ، وهي مثل ان تفوز بصاروخ تعجب كيف تستعمله! فياتي من ينصح ويشجع ان تحوله الى ألعاب نارية .او تطلقه الى الفضاء لترى هل سيصل الى كوكب المريخ!!.

 

افتش في بلدي عن عاقل فلا اراه فلا يوجد عاقل اليوم في الوطن من اقصاه الى اقصاه فنحن في مواسم الجنون ، ولقد تعلمنا الجنون منذ ان غادرنا العقلاء واتهمناهم بالعمالات ووصمناهم بالمرجفين .

ومنذ ان سّخرنا الوطن وكل ماله الشحيح لشراء الفولاذ العسكري وخزن آلاف الاطنان من الديناميت والالغام في حفر مخيفة كانت هي قبور اهلنا.

 

اليوم عادت اليمن الى شقاوتها وعادت الامم المتحدة الى -مقالبها- فقدوم انصار الله وفريق صالح لم يكن للحديث حول تسويات ولا للتفاوض، فلقد اتوا لكي يقولون نحن اليوم طرف قوي معترف به يساوم ويفاوض ويمنح ويمنع . وهذه المواقف في طياتها خدعة لهم فهم سوف يتعبون وهم سوف يعانون والوطن اليوم في طريقة لان -يتدعوش- .

 

كلمة اخيرة للذين يعتقدون ان تسليم الجنوب لحراك جنوبي فيدرالي أمر كارثي هولاء فاتهم انه لا يوجد رضى بانفصال الجنوب دوليا واقليميا .

كما وفاتهم ان يدركوا ان الجنوب والشمال ستطول مواجعه واحزانه واننا اذ نخاف من تسليم الجنوب لطرف محايد فنحن كمن قفز من حرارة المقلاة فاستقبلته جمور الموقد .

نعم انتظروا المواجع وستاتي الطامة الكبرى وسنرى قريبا ربما الدواعش وهم اليوم أقرب الينا من حبل الوريد.

 

فكروا اخوتي واعتبروا ولاحظوا . فبرغم حشد الحضور من سفراء الدول الكبرى في جنيف . فهل غضبت دولة على الانصار والزمتهم بل أنذرتهم بالتعقل والرشد ؟ وهل وقفت دولة في وجه الزحف البربري للحوثيين وقوات صالح على عدن والضالع وتعز .

انهم يحدقون ويبحلقون في جنيف مثل مشاهدي ساحات الموت في روما -والجلاديترس- يفتكون ببعضهم البعض بين السباع والضواري . .

هل دخلنا في النفق؟ لا فنحن عند بوابته ،وهو نفق ومن دخله نفق!!