ﻳﺘﺸﺢ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺑﺄﻛﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺋﻤﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻀﺎﻟﻌﻴﻮﻥ، ﺑﺴﺠﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻋﻴﺖ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺸﺎﻏﺒﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻟﻠﻈﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻟﺔ ﺩﻭﻣﺎ ﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻯ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﻷﻥ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻤﻘﺘﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺘﻬﻢ ﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻷﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻟﻤﺖ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .
ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻭﻳﺾ ﻧﻤﻮﺭ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﺃﺷﺒﺎﻟﻪ، ﺑﻞ ﻭﻭﺟﻬﻮ ﺑﺮﻓﺾ ﺧﻔﻲ ﺣﻴﻨﺎ ﻭﻣﻌﻠﻦ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻮﺍﺱ ﺍﻷﺣﻤﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1947 ﻡ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻣﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻠﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺮ ﺩﻳﻔﻲ ﻟﻴﺮﺩﻳﻪ ﻗﺘﻴﻼ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺷﺄﻥ ﺷﺨﺼﻲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻬﻴﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺍﺱ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻴﻦ ﻟﻺﺫﻋﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ .
ﻭﻃﻮﺍﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻣﻨﺬ 1962 ﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﺍ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻻ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻭﻻ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺤﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ . ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺬﻛﺎﺭ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻳﻐﻄﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺃﺳﻔﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺪ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻮﺍﺱ ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﻀﺎﻟﻌﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﻋﻨﺘﺮ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﻣﺜﻴﻨﻲ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﻩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﻳﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻩ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ، ﻭﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺒﻄﻮﻟﺔ ﻗﻞ ﻧﻈﻴﺮﻫﺎ ﻟﺘﺘﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻬﻮﻑ ﻣﺮﺍﻥ ﻭﺧﺮﺍﺋﺐ ﺳﻨﺤﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺻﻤﻮﺩﺍ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻻ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻳﺪﻧﻬﻢ ﻫﻮ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺇﺑﺎﺀ ﺍﻟﻀﻴﻢ، ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻌﺪﻭﻥ . ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﻳﺘﺼﺪﻯ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻔﻴﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻱ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻣﺰﻭﺩﻳﻦ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ﺗﻬﺰﻡ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻣﺄﺟﻮﺭ ﻻ ﻳﺴﺪﺩ ﻗﺬﺍﺋﻔﻪ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ، ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻵﺭ ﺑﻲ ﺟﻲ ﺗﻮ ﺃﻭ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﻬﺎ ﺷﺒﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺤﻘﻪ ﻭﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺃﻫﻠﻪ ﺗﺨﺮﺱ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﺍﻟﺬﺍﻥ ﻳﻄﻠﻘﻬﻤﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻔﻲ ﻓﻲ ﺃﺯﻗﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻛﻬﻮﻑ ﻣﺮﺍﻥ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺘﺨﺎﺫﻟﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺗﺨﺎﺫﻝ ﺃﻭ ﺧﺎﻥ ﺃﻫﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﺪيم ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻒ ﺍﻷﻧﺬﺍﻝ ﻭﺑﺎﺋﻌﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﻣﺆﺟﺮﻱ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻻ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ . ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ، ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺃﻳﻘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ، . . .
ﺳﻴﻨﺪﺣﺮ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﺳﻴﻮﻟﻮﻥ ﻣﻨﻜﺴﺮﻳﻦ ﻭﺳﺘﺴﻤﻮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﺷﻤﻮﺥ ﺟﺒﺎﻝ ﺟﺤﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻔﺎﺭﻱ ﻭﺣﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻀﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻱ، ﻭﻣﻌﻄﺎﺀﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﻭﻣﺮﻓﺪ ﻭﺧﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺯﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﺍﻻﺯﺍﺭﻕ .
ﻭﺍﻫﻤﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ، ﻷﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺷﻮﻛﺔ ﻻ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﻟﻴﻨﺘﺼﺮﻭﺍ . ﻭﺗﺒﺎ ﺛﻢ ﺗﺒﺎ ﻟﻠﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻓﻮﻕ ﺳﺎﻛﻨﻴﻬﺎ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺛﻢ ﻳﺼﻮﺭﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﺑﻄﻮﻻﺕ ﻻ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ . ﻭﻣﺠﺪﺍ ﻭﺧﻠﻮﺩﺍ ﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﻛﻞ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺭﻭﻥ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻳﺴﻤﺪﻭﻥ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻟﺘﺜﻤﺮ ﺣﻘﺎ ﻭﻋﺰﺓ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻻ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﻻ ﺷﺎﻣﺨﻴﻦ ﻣﺒﺘﺴﻤﻴﻦ .
* ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ