* المحامي : د علي مهدي العلوي بارحمه
الورقة الأولى :
فرض علي عبدالله صالح هيمنته على الجمهورية العربية اليمنية وفق المعطيات التالية:
أولا- تمكن علي عبد الله صالح شخصيا من المشاركة الفعالة في اغتيال الرئيس إبراهيم ألحمدي وتربع على سدة الحكم بعد مقتل الرئيس احمد حسين الغشمي من هنا كانت البداية .
ثانيا- تربع علي عبدالله صالح على رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام والذي تم تأسيسه في 24 أغسطس 1982م ,و كان عبارة عن ائتلاف متعدد الشرائح السياسية ,غير منظم بالشكل المطلوب للأحزاب السياسية . إلا انه سيطر رسميا على الجمهورية العربية اليمنية .
ثالثا- أعاد ترتيب الأوضاع الإدارية والعسكرية في الجمهورية العربية اليمنية لخدمته وعين الموالين له على رأس الجهاز الإداري والعسكري في الدولة . وعمد الى اغتيال كل المعارضين او المشكوك في عدم ولائهم له بما فيهم أقربائه .
رابعا:- إنشاء مصادر مالية في القطاع المدني التجاري وفي القطاع العسكري متنوعة لجمع الموارد المالية لمصلحته الشخصي وتحت إشرافه الشخصي وسخر بعض الموارد المالية العامة لدولة لمصلحته الشخصية .
الورقة الثانية :
زعزعت الأمن ولاستقرار في الجنوب بهدف إضعاف وخللت قوة الدولة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من خلال .
أولا:- أسهم علي عبدالله صالح بشكل كبير عبر عدة وسائل استخبارية واستغل قيادات في الحزب الاشتراكي في إحداث الانشقاق الكبير الذي حصل في الحزب الاشتراكي اليمني مما أداء إلى الحرب الأهلية في يناير 1986م ويمكننا القول هنا بأنها الضربة الأكبر التي أفقدت الدولة في الجنوب قوتها وفاعليته وشعبيتها دون اي مبرر سياسي او علمي او حيوي لها , ولاشك انها الخطيئة الكبرى والمسئولية العظمى التي يتحملها قيادات الحزب حينها لتخليهم عن مبدءا التوافق والمشاركة في إدارة شؤون البلد , وخضوعهم لتكتل ألمناطقي .
ثانيا:- احتضن علي عبدالله صالح الجناح المهزوم من الحزب الاشتراكي اليمني الخاسر للمعركة في حرب 1986م جناح الرئيس علي ناصر محمد , والذي فتح لهم ذراعيه قيادات وقواعد مدنيين وعسكريين تمتاز بخبرات متنوعة استفاد منها صالح في تحديث القوات المسلحة والإدارة العسكرية والمدنية و تحديث الأطر الحزبية في حزب المؤتمر الشعبي العام .
ثالثا :- استغل ضعف الحزب الاشتراكي من جانب أخر بعد انهيار منظومة المعسكر الاشتراكي وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي الداعم الأساسي للنظام السياسي الشمولي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية العامل الرئيسي حينها.
الورقة الثالثة:
إعلان الوحدة اليمنية في مايو 1990م من وجهة نظر الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح كانت هي الورقة الأساسية لتأسيس الإمبراطورية معتمدا على المفاصل التالية .
أولا :- استغل حماس أعضاء و أنصار الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب لتحقيق الوحدة اليمنية التي كانت احد أهم استراتيجياته منذ تأسيسه والمكرسة في شعاره الأساسي ( لناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية ) .
ثانيا:- قطف ثمار الوحدة اليمنية بتوليه منصب رئيس للجمهورية اليمنية والذي من خلاله عمد الى السيطرة على القطاعات العسكرية ومؤسسات الدولة وإسناد قيادتها الى أقربائه وأنصاره المخلصين.
سادسا:- إخلال المخلوع علي عبدالله باتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وتوجيه استخباراته باغتيال كوادر وقيادة الحزب الاشتراكي في صنعاء مما جعل علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي والذي كان يتولى نائب الرئيس الجمهورية ان يذهب الى عدن معلن الاعتكاف .
الورقة الرابعة:
إعادة الوحدة اليمنية سياسيا بالقوة من خلال إخضاع المحافظات الجنوب والتي كانت تشكل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مستغل الأحداث التالية.
أولا:- في صيف 1994م أعلن علي سالم البيض انفصال الجنوب عن الوحدة مع الشمال ردا على إخلال علي عبدالله صالح باتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق . وفي تقديري الشخصي انه كان تصرفا غير موفق بينما كان من واجب علي سالم البيض ان يطلب عودة كل الجنوبيين من صنعاء وعقد مصالحة وطنية بين كل الجنوبيين لتحقيق هدف الانفصال وكانت فرصة ذهبية تجاهلها علي سالم البيض رغم ان هناك من كان يحاول إقناعه بسلامتها , لكن من حواليه أقنعوه بعدم الخضوع والجنوح الى المصالحة والتسامح الجنوبي الجنوبي لمحو أثار حرب 1986م لأسباب لا تخدم حينها الا طموحات علي عبدالله صالح.
ثانيا:- أعلن علي عبدالله صالح الحرب على ما اسماهم الانفصاليين واسند مهمة محاربة الانفصاليين للقوات والقيادات العسكرية الجنوبية بهدف إخضاع المحافظات الجنوبية لسبب واحد وهو ان الجنوبيين المتواجدين في صنعاء خاصة قيادات وقواعد الحزب الاشتراكي اليمني الذين احتضنهم علي عبدالله صالح بعد حرب يناير1986م عندما أيقض في أنفوسهم ان الانفصاليون سوف يحرمونهم من أهلهم من مواطنهم الأصلية وسينفردون بالسلطة فقد حان الثأر من جناح علي سالم البيض في الحزب الاشتراكي اليمني .. وفي تقديري الشخصي ان علي عبدالله صالح من خلال استخباراته هو من كان يقف عائق أمام فرص التسامح والتصالح بين الجنوبيين من منذ 1986 الى 1994م لاختراقه لجناح الحزب الاشتراكي الذي كان يتزعمه على سالم البيض من جانب وتأثيره المباشر على جناح الرئيس على ناصر محمد الذي شكل لهم حاضنة خلال تلك المدة.
ثالثا:- اجتاح علي عبدالله صالح الجنوب عسكريا من خلال حرب جنوبية جنوبية . وأسقطت كل المحافظات الجنوبية مستخدما القيادات الجنوبية العسكرية والإدارية لخوض المعركة واستخدم كافة الوسائل من شراء الذمم بالنقود المزورة والتعهدات بالدعم وتقديم الخدمات والترقيات لبعض الشخصيات الاجتماعية حتى أطبق تماما على المحافظات الجنوبية .
رابعا:- منح القيادات الجنوبية التي أسهموا في إخضاع المحافظات الجنوبية في حرب صيف 1994م مناصب وظيفية في الجهاز الإداري والعسكري للدولة ومكافئات مالية كبيرة ومنحهم عضوية حزب المؤتمر الشعبي العام والذي مكنه من اتساع قاعدة عريضة لحزبه في المحافظات الجنوبية .
الورقة الرابعة:-
بسط هيمنته على الجمهورية اليمنية من خلال ضمان عدم تكرار التمرد على الوحدة اليمنية التي فرضها بعد حرب صيف 1994م من الجنوبيين في ظل غياب الظروف المتاحة له في تلك المرحلة وذلك من خلال الإجراءات التالية .
أولا:- عمد الى إعادة ترتيب القطاعات العسكرية وعين قادة من الموالين له وشرع في التخلص من بعض القادة الجنوبيين الإداريين من جهاز الدولة , واغلب القادة العسكريين من المؤسسات العسكرية لإدراكه تمام الإدراك ان الجنوبيين لن يكونوا الى جانبه في كل الأحول ولن يتركوه لتهني بطموحاته المستقبلية في أبدية السلطة والتوريث لأبنائه من بعده .
ثانيا:- شل حملة منظمة لتسريح والتقاعد للقيادات العسكرية و الضباط وصف ضابط والجنود الجنوبيين من كافة القطاعات العسكرية.
ثالثا:- شل حملة تقاعد والإحالة للمعاش للموظفين والكوادر الجنوبية من جهاز الدولة المدني ومؤسساتها .
رابعا:- عمد الى زرع خلايا نائمة في كل المحافظات الجنوبية من عناصر عسكرية ومدنية تمارس أنشطة تجارية وخدماتية مثل الفنادق والمطاعم والسوبر ماركات والباعة المتجولين وغيرها من الأنشطة لاستيعاب تلك العناصر النائمة لعمل بها . الى جانب المؤسسة العسكرية الاقتصادية.
خامسا:- عمد الى إنشاء قوات عسكرية خاصة وعمل على تدريبها لتدخل السريع مستغلا الحرب على الإرهاب .
سادسا:- إنشاء أجنحة عسكرية تحت عدة سميات باعتبارها عصابات إرهابية دينية متطرفة لخلق منها فزعات للثورة المضادة له في المحافظات الجنوبية او الشمالية وظلت نائمة الى حين احتياجها لإرهاب السلم الوطني والعربي والعالمي . واقنع دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية انه هو من يتصدى للإرهاب في اليمن للحصول على ثقتهم واستغلال الموارد المالية التي يجبيها تحت محاربة الإرهاب في جزيرة العرب .
سابعا:- جلب الشركات العالمية لتنقيب على النفط والغاز والذهب في المحافظات الجنوبية ودخل معها بعقود مشاركات في الإنتاج مقابل امتيازات تجارية معينة شجعها على الاستثمار في اليمن وأشرك أقربائه والمولين له من رجال الإعمال والمشايخ الشماليين لسيطرة على القطاعات الإنتاجية باعتبارهم ملاك وحماية وتقديم الخدمات التموينية .
ثامنا:- بناء ترسانة عسكرية قوية وخزن أسلحة متنوعة ومتطورة ثقيلة في صنعاء والحديدة ومناطق مختلفة أخرى وحفر الإنفاق بين المواقع العسكرية والحيوية وشق الطرقات المعبدة بهدف تحقيق مهام عسكرية.
تاسعا:- واتخذ جملة من الإجراءات لتكوين إمبراطوريته على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والإدارية والتنظيمية والشعبية والدولية . ومنها ما تم كشفه ومنها ما هو خفي لم تظهر معالمه.
تساقطت أوراق إمبراطوريته علي عبدالله صالح كما تتساقط أوراق أشجار الصنوبر في فصل الشتاء من حيث لا يدرك او يتوقع ان نهايته آتية لا ريب فيها من خلال ثلاث عواصف في ثلاث سنوات إبادة مخطط الإمبراطورية الذي بناها المخلوع خلال سبعة وثلاثين عام , أسوى سنوات الزمن عرفتها شعوب الشمال والجنوب في العصر الوسيط والحديث . و زاحت صليل ألحود من على أجسام حية منهكة القوى خدعتها الثقة العمياء بقيادتها في زمن الزخم الثوري , تم وأدها بالإكراه والكذب والزيف والغش والحيلة لامتصاص نقمتها الشعبية .
ولكن امتدت ليهم أياد الواحد القهار العلي القدير سبحانه وتعالى ليزيح الظلم والظالمون والفساد والفاسدون وعبدت السلطة والمال والجبروت . وهكذا انجلت وتهاوت طموحات الطغاة بعدة عواصف من حيث لا يحتسب على عبدالله صالح.
العاصفة السياسية :
أولا - الثورة الشعبية السلمية في الجنوب من خلال الحراك الجنوبي 2007.
ثانيا- الثورة الشعبية السلمية في صنعاء و عموم المحافظات في 2011م امتدادا لثورة الربيع العربي ( ثورة الجياع).
ثالثا – المبادرة الخليجية الذي نص احد بنودها على خلع علي عبدالله صالح من رئاسة الدولة .
رابعا- تسلم رئاسة الدولة لعبدربه منصور هادي .
خامسا - تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
سادسا- نجاح مؤتمر الحوار الوطني والتوافق على الدولة الفيدرالية.
سابعا- تشكيل حكومة الكفاءات.
ثامنا- تحالفه مع عبد الملك الحوثي جهرا مع الرئيس المخلوع وتحالفهم مع النظام الإيراني خلسة .
تاسعا- نقض بنود المبادرة الخليجية والوقوف ضد الاستفتاء على الدستور الفيدرالي لدولة الاتحادية اليمنية الجديدة.
عاشرا- الانقلاب على الحكومة الشرعية , واحتجاز الرئيس عبدربه منصور وإرغامه على الاستقالة , ووضعه تحت الإقامة الجبرية .
عاشرا:- إرغام رئيس حكومة على الاستقالة ووضعه مع بعض الوزراء تحت الإقامة الجبرية .
إحدى عشر :- فرض العقوبات الدولية على المخلوع من قبل مجلس الأمن الدولي .
العاصفة العسكرية:
أولا- إعلان الحرب على الجنوب من قبل تحالف الرئيس المخلوع والحوثي في نهاية مارس 2015م.
ثانيا- الصمود الأسطوري الذي صدره شجعان الجنوب في عدن وفي ابين وفي شبوة والضالع بإمكانياتهم العسكرية المتواضعة في كسر جحافل الغزو جيوش وعساكر المخلوع ومليشيات الحوثية المبشرين بجنة صعده الكذبة الكبرى .
ثالثا- استغاثة الرئيس عبدربه منصور بدول مجلس التعاون الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية للحفاظ على شرعية الدولة اليمنية والتي تم تلبيتها في وقت قياسي بعاصفة الحزم وهي الأول من نوعها عربيا بقيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية .
رابعا- التوافق العربي النادر في القمة العربية في شرم الشيخ سياسيا وعسكريا على عاصفة الحزم لإرغام المخلوع وحليفه الحوثي لوقف الحرب والانقلاب على شرعية الدولة في اليمن.
خامسا- التوافق الدولي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216على وضع انقلاب والمخلوع على عبدالله صالح على والحوثي على الشرعية والحرب على الجنوب تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
سادسا- عاصف الأمل حتى التحرير .
العاصفة القانونية
العاصفة القانونية هي العاصفة المرتقبة وهي الآثار المترتبة لخرق القانون الدولي الإنساني ونوجزها في الأتي:
أولا – رفع الحصانة قانونا عن المخلوع علي عبدالله صالح والتي منحت له وفق المبادرة الخليجية . بينما تلك عمليا تعتبر تلك الحصانة ملغية للانتهاكات الصارخة التي ارتكبها المخلوع عمد لإجهاض المبادرة الخليجية ويعتبر من اكبر المعرقلين لها .
ثانيا:- قرار مجلس الأمن الدولي بفرض العقوبات على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .
ثالثا:- إحالة علي عبدالله صالح لمحكمة الجنايات الدولة لمحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية وجرائم الإبادة تجاه الشعب اليمني .
* أستاذ قانون كلية الحقوق جامعة عدن