أعجب مافي هذا البلد انه بلد وشعب( متشعبط )يعني أنهم إن كان فيك خيرا نسبوك إليهم غصبا عن عينك وعين اهلك وان لم ترق لهم أو لم تجاريهم أنكروا أصلك وجردوك من جنسيتك ونزعوك من جذورك وكأنهم هم ملاك الأرض ومن فيها وهم من يحدد من أنت وما أصلك وما نسبك.
لن اعدد كم هي الأسماء العظيمة التي نسبها هذا الشعب إلى بلاده ابتداء من جمال عبد الناصر مرورا با لقذافي وحتى الفنان محمد عبده وانتهاء بنجمي الإمارات في خليجي 21 عمر عبد الرحمن العمودي وإسماعيل الحمادي.
يذكرني تهافت اليمنيين على الشعبطة بهذين النجمين بمفارقة عجيبة وهي كيف أنهم
وعكس هذه الشعبطة لايتوانون في أكثر من مناسبة لإعلان براءتهم من هامات وطنية عديدة وفي أكثر من مناسبة لمجرد أنها عارضتهم وقالت لهم لا إلى هنا وكفى حيث فقالوا إن علي سالم البيض هندي وحسن باعوم حبشي وحيدر العطاس اندونوسي بل ان نشوتهم تصل بهم أحيانا للقول إن الجنوب ارض يمنية لكن سكانها من الهنود والصومال يعني غير يمنيين.
الغريب العجيب ان ثقافة الشعبطة والإقصاء للآخر ليست ثقافة شعبية ماركة مسجلة باسم البسطاء من الناس بقدر ما هي ثقافة مترسخة في وعي كثيرين من نخبة المجتمع ومن رموزه السياسية ولسنا بحاجة لتعداد الأسماء لأننا لن ننتهي.
ذات يوم كنت في حديث ودي مع فنان العرب محمد عبده فسألته عن هذا الأمر فضحك بخجل وقال هل لمجرد ا نابي تزوج من الحديدة أكون يمنيا.
قبل هذا أزعجنا كثيرون بالحديث عن انجازات السياسي اليمني مهاتير محمد مهندس نهضة ماليزيا لكن شاءت الأيام يجمعنا به لقاء في عدن فكان أول ما قاله: إن لدينا في ماليزيا الكثير من اليمنيين ومنهم وزير الخارجية حامد البار يعني ان الرجل لا يعرف اليمن ولا يدعي شرف الانتماء إليها.
لست منزعجا بالتأكيد من إدمان البعض على التمسح بأذيال أي نجم أو مبدع لكنني أعجب من حالة الانفصام التي يعيشها البعض حين يتشعبط بالغريب ويتنكر للقريب وإلا مارأي الكاتب الجهبذ منير الماوري الذي يتحفنا دوما بتحليلاته العلمية التي تؤكدان نصف الجنوبيين صومال وهنود.