وماذا بعدك يا يناير ؟
نعم وصل شعبنا وجماهيره المتعطشة للحرية والاستقلال , بثورته وقضيته الى عنان السماء كما قال احدهم وبكل تأكيد اصبحت ثورته ومطالبه على طاولة الاحاديث الجانبية للمفكرين والسياسيين ومنهم اصحاب صنع القرارات السياسية في الاقليم والدولي ..بل في محادثاته السياسية ... لكن السؤال الاهم والذي لاشك سيراود الكثيرين من أبناء شعبنا .. ماذا بعد هذا الانجاز العظيم والتاريخي, اخلاقيا ووطنيا وسياسياً وثورياً ؟؟
وهل هناك قرارات شجاعة ستتخذ لتواكب الحدث العظيم ليس من قبل الشعب فحسب... فقد ادى الشعب دوره بالكامل ولا علينا الا الوقوف أجلالا واحترام لذلك الشعب العظيم الذي اعلن عن قراره وخياره بكل شجاعة وصدق واخلاص..فهل سيواكب ذلك الحدث العظيم قرارات شجاعة من قبل السياسيين الجنوبيين وخاصة التي تتهم الشعب بالقفز الى الاعلى بدون المرور بالسلم التدريجي ؟
والحقيقية ان ما يكدر صفو فرحة شعبنا بانتصاره هو ما يستذكره من خلافات بين قياداته ويتساءل هل بعد هذا الحدث العظيم ستلتف القيادات المتناثرة مع بعضها لتقف خلف الشعب وبالتالي تحافظ على الانجاز الثوري الذي تحقق ...وان تستغله القيادات لصالح الوطن لتبقى ثورته تلمع في عنان السماء ؟
ام سيأتي البعض منهم ليحاول تلطيخ تلك الصورة البهية والجميلة .
رامي بصوت الجماهير ووحدتها وتسامحها وتصالحها عرض الحائط والقول انا الصح وتلك الجماهير على الخطأ كما يفعل البعض هداهم الله ..
وكما علم شعبنا من ان هناك دعوات الى عقد لقاء في القاهرة اواخر شهر يناير وهذا جميل ونحن نؤيده ونباركه , لكن الاهم من اللقاء هل سيتم التحضير والاعداد الجيد وتوزيع القوائم التحضيرية بدون النظر الى الولاءات للقيادات وبالتالي التنازل في الامور الشخصية وبعض الجوانب السياسية حتى نلتقي ونضمن النجاح ثم النجاح ولا غير النجاح ام الامر سيظل مجرد هرولة الى الامام والنتيجة مزيد من التشتيت والبيانات ..والمضادة..ويظهر لنا في الاخير ان الهدف من عقد اللقاء لاجل اللقاء والبيانات التي تعب شعبنا من قراءتها بدون يحصد خيراتها, قد ربما يظن البعض انني متشائم وهذا حق لهم ولكن انا اعتقد ان ما مضى يدفعنا الى ذلك التشائم برغم ان لدينا حكم عادل وهو صاحب الحق الذي يجب ان نسير خلفه جميعاً ..والسؤال ماذا يريد الشعب ؟؟؟ وبالتالي الإقرار بالنزول الى مستوى الشعب والقبول بقراره ونقول في ذات النفس فليتحمل الشعب نتيجة قراره كما هو الحال ..
نتمنى ان يكون ذلك الهدف لدى الجميع وان أي لقاء قادم قد سبقه قرار شخصي بان يكون الجميع جزء من الشعب وليس حكام للشعب...... اخيراً نحن كمواطنين بسطا لا لنا في السياسة ولا علومها الا الحب للوطن وخرجوه من رذيلة الاحتلال البغيض نتمنى من قياداتنا ان لا ينزلقوا في منزلق انا وبس وانا المفكر الصح وغير الخطاء وانا فلتت زماني ومن يحب معي اهلاً به ومن لا يريد فانا الطوفان القادم ... والله من وراى القصد
ربيع الخليفي