تعز والصرخة

2015-03-23 23:30

 

اتابع الاحداث والتطورات المتسارعة على ساحة الوطن وعلى الاخص ما يدور في الجنوب وللجنوب حديث ذو شجون، ولكنني اتوقف هنيئة بل ماراً مرور الكرام، على أحداث تعز!! ولقد تعجبت ما هو سر التهويل والاستنجادات لقدوم جحافل قوات انصار الله الى هذه المدينة الوادعة ؟.

 

ما هو العجب من قدوم الانصار؟ فمعظم المحافظات خاضعة لهم والعاصمة بقضها وقضيضها تحت قبضتهم ، فصنعاء يحصون عليها انفساها ويتحكمون في شؤونها وهمومها ووزاراتها وأجازاتها وحتى عيد الأم ومشروب الطاقة وكل مرفق فيها . وما قدومهم الى تعز الّا لاكمال الشوط ولف الانشوطة.

 

وأقول لتعز الحالمة أن قدومهم اليها لم تكن قضية بالنسبة لانصار الله فسكان محافظة تعز ليس لديهم طائل للقتال والاستبسال فلانسان والوطن مقهور مستباح منذ عهود الجمهورية المباركة.

 

بل وما هو الفرق بين انصار الله ونظام الزعيم علي عبد الله صالح الذي عاش في تعز وهام بتعز وكان يحب فتاة من تعز وكل صباباته وهيماته في تعز .لكنه في غمرة الرخاء آثر الاسترخاء في صنعاء، التي يقول ويردد عنها انَّها حوت كل فن!! بل وإنصافا لربما في قدوم الأنصار الحلول لمحافظ تعز ومدينة تعز التي تكتسي احزانها وغبنها وهواناتها على الناس وتجهم الوطن في وجهها منذ ان بشروها بمولد الجمهورية وكانها -تعز - تلك التي أنجبت الأبن العاق.

 

تعز تلك المدينة -الحالمة- تناوشتها السيوف والخناجر والاحقاد، وتركتها وحيدة كليمة تنزف في عراء الوطن المتوحش . كانت تعز البهية هي قلب الوطن النابض أوت الثوار والعلماء والكتاب والمبدعين وانجبت الافذاذ كامثال الفضول والنعمان وايوب طارش.

 

وتعز ولّادة الاخيار والمثقفين والعلماء والحب والألق والبهاء والحضارة والتاريخ و هي الجند والاشرفية والقاهرة والمظفر وصبر الاخضر ، وهي كل ملامح الوطن البهي ولكنها أُقصيت ودُحرت ونُبذت وجرحت في صميم الصميم ، وتعمق جرحها وليلها وحزنها ولكنها تستقوي فلم تعد تتالم ،فقد تعودت على الخطوب والاحزان والقهر وما اصابتها من النوازل والطعنات ،فتخدرت ولعقت جراحها وتحملت وصارت وكما قال المتنبي..

فصرتُ إذا أصابتني سِهامٌ ..تكسَّرت النصالُ على النِصالِ.

 

على أن قدوم الانصار واقع ومتُوقّع ،هو ما افتى به المنجمون وقراءة الطالع منذ -اشهر عجاف- وعلى تعز ان تقراء التاريخ جيدا فالتتار لا يتوقفون عن الزحف الا أمام البحار والموج العاتي وطالما والبحر خلف تعز فلا زالت لهم صولات وجولات .

 

نعم يا تعز ،ليس بمقدر القلم ان يحطم السلاح ويكسر الخناجر ويقذف بالآر بي جي، فسلاح تعز هو الكلمة والحوار والحجة والدفتر والحبر وزهرة النرجس، وسلاح الانصار هو البارود والفولاذ والسطوة . ان المقارنة ظالمة بين صحيفة وصفيحة وبين قلم ولغم وبين كومة كدم وباقة نرجس!

 

تكيفوا يا ابناء -تعز- مع القادم والحاشد والمتحشّد ، وتعلموا لوي السنتكم بلهجة صعدة التي لم يبراء منها الا السيد عبد الملك الحوثي، وتعلموا الصبر والسلوان واستوردوا الجنابي والعواسيب والزنان والجوجرة والكلاشينكوف، والقوا باقلامكم ومزقوا دفاتر اشعاركم وبدلوا لحون اغانيكم وكيفوا احاديثكم الثقافية وشعركم وغنائكم، ولحنوا الصرخة واجعلوها نشيدكم الوطني .