لن نقتتل

2015-03-19 23:06

 

لا أدري لماذا تتشبث بي بوادر الطمأنينة وهي حالة ايجابية ولكنها في بعض الحالات تدفعك الى الركون والدعة وعدم اليقظة وعن بوادر طمأنينتي أن الوطن سوف يتخلص من كل آثامه وذنوبه وجنونه ! والسبب الذي يحدوني الى هذا الأمل الذي قد يعتبره البعض حالة من العبثية والوهم !  السبب انني اجد ان لدى قادة الوطن وحكمائة ، اجد أن لديهم ميل فطري الى تدراك وضعهم عند المنعطفات الخطرة او المميته

 

أرى هذا أو يتمثل لي هذا الشعور في حرص دول الجوار على عدم إنسياقانا الى انتحارياتنا  , وارى ذلك  في القيادات ،فالرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الأن لم  ينساق الى الكلمات الحاشدة للحرب والويل والثبور وعظائم الأمور، ورغم إحتجازه في صنعاء بل إعتقاله وتعرض شخصه الى الكثير من التجريح،  بل والإتهامات وأضطراره  الى هروبة متخفياً الى عدن ، حيث تخلص  من اسره وعاد الى عدن دون أن يعتريه التعنت او تتقمصه  روح الانتقام أوالتسرع في أي قرار يستشف منه الردع والانتقامات ، وهناك من يتهمونه بالتباطىء والتسويف وفقدانه فرصة المباغتة ، لكن ما ارصده الى اليوم هو الحكمة والتأني والصبر والبحث عن حلول بأقل الكلفات

 

ليس في السياسة مباغتات ولا تعجلات ولا خطوة في الظلام . السياسة هي ما تحشده من ثقة  تستمدها من حولك ومن محيطك الدولي فضلا عن الاقليمي . كما ان السياسة هي تقوية مداميك البناء الداخلي ورص الصفوف وحشد التأييد الشعبي،  وهذا هو ما يقوم به الرئيس هادي . لهذا أتمنى من قوى -الحراك- ان تستلهم الحدث وتقف بكل إخلاص مع -هادي- ثم اذا نكص، يكون للحراك ما يراه ، ومن صبر السنوات العجاف ليصبر هنيهة من الزمن

 

الذي يجعلني أيضا اشعر ان الوطن لن ينجر الى الصراعات والأقتتالات! هو أن  الرئيس هادي يعرف الأنصار جيداً ، وتعامل معهم وقراء نفسياتهم وتَفهَمهم عن عمق ومعايشة ، والحقيقة ان الأنصار لديهم من -البراجماتيات- ما يجعلنا نستمد منهم الدروس والعبر ،فهم مدرسة في الصبر والأمعان والتأني

 

الأنصار - يستوعبون  التاريخ جيداً، فإذا عدنا الى أيام قيام الجمهورية في الشمال ونشوب  الحرب الأهلية بين انصار الجمهورية وانصار الملكية، لوجدنا أن الجمهورية لم تكلف نفسها يوماً واحداً اصدار بياناً عسكرياً يتحدث عن تصادماتها مع الحشود الملكية، وتركت الامور دون ضجيج اخباري وبيانات عسكرية

ولقد أدارت وتمسكت الجمهوية بما هو تحت يدها من مساحة الوطن وتركت اكثر من ثلث الشمال ومن اهمها صعدة ومأرب تركت خارج سيطرتها لسنوات ولم تنساق الى حروب وتجييش بل تفاوضت مع المملكة العربية السعودية  وأستعادت بسلام بعد حين كامل السيادة على الأرض

 

هنا استشعر ان -مأرب- لن تكون هدفاً لأنصار الله  طالما وهم يمسكون بالعاصمة بل ويديرون معظم الشمال وكل شؤون الشمال وعاصمة اليمن  وكذلك يديرون مرافقهم كلها من  البنك المركزي الى القضاء الى ديوان الرقابة الى شركات النفط والمؤسسات الأمنية والجيش بل كل قطاعت الجيش  .وبرغم حالات الانفلاتات الامنية والاغتيالات العرضية ، إلاّ أن الوضع  في صنعاء وبشهاد الخبراء المحايدين أفضل حالاً من سنوات مضت  .فلقد كانت صنعاء تحت قبضة الموت وعصابات القتل

 

عندي شبه يقين أن الأنصار لن ينساقوا الى الزحف والتوسع الى الجنوب . فهم يعلمون ان مليون -شقيق- من الشمال ،يعملون معنا وبيننا من حضرموت الى عدن والمهرة وسقطرا ، وانهم ان زحفوا على الجنوب فسوف يعاني الوطن شماله وجنوبه من ما يمكن ان نشبهه ب الدايسبورا  وتعني الهجرة او النزوح  العظيم     اي  الهجرة العظيمة الاستئصالية  ولسوف يكون ضحيتها كل أبناء الوطن ولن نسلم من مخافاتها وأهوالها وتصدعاتها ،بل أنني اشبهه بزلزال عنيف لن  يبقي ولن يذر

 

يحتاج الوطن الى الحلول السلمية التفاوضية ، وليس غيرها ولا مناص منها ،وهي ماثلة في مخيلتي وقد نتوقع احداث جانبية ولكن أرى حالة إتزان في موقف الأنصار وأرى جهد واضح من قبل الرئيس هادي في تجنب أهوال الأقتتال.على ان الحرب اذا وقعت فسوف تكون هي -الحالقة-

 

شيء واحد يزيدني ايضاً توثقاً بموقفي ورأيي وحدسي، وهو أن القوى المتخاصمة او المختلفة ان صح التعبير ، هذه القوى اليوم باتت تقترب من التوازن الأيجابي وقد يكون للأنصار عتاد وحلفاء، ولكن حلفاء الجنوب اقرب واقوى وأفتك

 

وكلمة أخيرة وهي أنه لا يعني أننا قررنا إقتسام البيت ألى شقتين أننا سنتخاصم وندمر البيت فلا زالت الحديقة واحدة ، سواءً الأمامية أو الخلفية ولا زال الأطفال الأبرياء والوادعون مجتمعين تضمهم تلك الباحة ، يلهون ويلعبون وتعلو ضحكاتهم ، ولا زال السِّلم واحداً يجمعنا في النزول الصعود، ولا زال شكل البيت هو البيت فلا تخدعك ترقيمات الشقق ولا أختلاف لون الجدران أوالأبواب