لكي لا نذهب إلي طهران .. أو أنقرة!!

2013-01-14 08:09

 

 

لكي لا نذهب إلي طهران .. أو أنقرة!!

 

بقلم : عبد الله عمر باوزير

تعددت اللقاءات والحوارات خلال الأيام الماضية.. وتكررت المواضيع في إعقاب لقاء الفيصلية في الرياض .. الشهر الماضي !!

وكما حصل في الرياض تكرر في المكلا .. الرفض للجنوبية والدعوة إليها ،تحت مبررات وشعارات يرددها كل فريق على النحو الذي يعزز أطروحاته لا على أساس بحث وتحليل تلك التناقضات والتباينات بين قيادات تستند علي تكوينات ماضويه وأخرى تسببت في وجودها تداعيات الأزمة السياسية التي أخذت طابع مناطقي و عشائري جسده الخطاب الإعلامي والسياسي لأطراف الأزمة في صنعاء والذي لم يتوقف حتي بعد تشكيل حكومة الوفاق والانتخابات الرئاسية في مطلع العام المنصرم الأمر الذي انعكس سلبا علي مجتمعاتنا.

فقد أثارت اجتماعات الفيصلية وأطروحات أطرافها ..عدة تساؤلات منها كيف سيبني كل فريق دولته وعلي أي أسس و جميعنا نعيش خارج دائرة العقل والفكر السياسي في أسار شعارات أودت بنا إلي كوارث متلاحقة ورسخت فينا شمولية ذهنية انا ومن بعدي الطوفان مما أوقعنا في هوة فاصلة بين العمل والعقل ندور حول أنفسنا وغير قادرين علي السير ولو خطوه واحدة في اتجاه البحث عن حلول لأزماتنا أو حتى التنازل عن الشعارات والادعاءات التي تلقى بها ألينا قيادات فاشلة ومصرة علي وصايتها وكأننا شعب من القصر !

** الأخطار تحيط بناء من الخارج الذي نفذ إلي الداخل وشكل له وكلاء وأزلام !! ومن الداخل الذي ذهب إلي الخارج يسوق نفسه في شكل بياعين ودلالين تحت مسميات وألقاب سلطانية وزعامات حزبية لا يجمع بينها فكر ولا يجمعها توجه كما لا توحدها أهداف غير هدف الحصول علي مباركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية !؟

في الوقت الذي عجزت فيه حكومة الوفاق السياسي عن مغادرة انتماءاتها الضيقة إلي وفاق يمكن ان يؤسس لتوافق وطني .

ذلك واضح .. وافترض ان صورة لم تختلف في لقاء (أمين مجلس التعاون .. في الرياض) وفي لقاءات (الفيصلية) في العليا -على طريق الملك فهد والتي لا تبعد عن المقر الدائم لمجلس التعاون في الحى الدبلوماسي غير بضعة كيلو مترات هي اقرب مسافة أو أضيق من الهوة التي ظهرت بين تلك المجاميع ،التي لم تجمعها غير الفرحة بتجديد حضورها السياسي أمام صاحب المبادرة .. الذي دون شك هو حريص على نجاح مبادرته لأسباب مختلفة عن دوافع المطالبين باستعادة الدولة الجنوبية ومقابلهم من المطالبين بإقامة دولة حضرموت في عاصمة أبو متعب- الملك عبدالله بن عبد العزيز .. الداعي إلى الانتقال من التعاون إلى الوحدة ؟!

أثارت اجتماعات الرياض الكثير من التكهنات و التساؤلات ؟!

ومنها أو أهمها ما هو الهدف من تلك الاجتماعات ؟

وما الدواعي لإستئنافها في احد عواصم مجلس التعاون غير الرياض أو في تركيا كما يروج له البعض ممن حضر وسكن فندق الفيصلية .

 ثم هل تعثرت عملية تنفيذ المبادرة دون مشاركة هؤلاء وبالتالي لا بد من صياغة جديدة تخذ مشاريعهم بعين الاعتبار لضغط على جهات أكثر قدرة وإمكانيات لإعاقة الحوار الوطني ؟!

وبالتالي منع إعادة صياغة الدولة على أسس جديدة مبنية على أنقاض التشطير والوحدة الاندماجية ؟

وجميعها أثبتت فشلها ولم تعد مقبولة بعد ما أفرزته ودفعت به اعتصامات صنعاء وتظاهرات تعز التي أدت إلى تشكيل حكومة الوفاق .. الأكثر تناقضا ممن حضروا لقاءات الفيصلية؟!

في الحقيقة نحن أمام تساؤلات مقلقة ومواقف ضبابية يختلط فيها الرغبوى بالاستراتيجي .. والفرق بين الرغبة والاستراتيجي واضح وهذه هي أزمتنا .. وأزمة من يريد حل أزمتنا الوطنية الراهنة .. دون ان يجهد نفسه في تشخيص أزماتنا وفرز أسبابها وهي بكل بساطة ودون كثير جهد تتلخص في إعادة صياغة الدولة علي أسس فدرالية .. ولنا في نجاح تجربة الإمارات العربية المتحدة مثال يحتذي .. يحافظ علي الوحدة للأهداف الإستراتيجية ويحقق لمجتمعاتنا في أقاليمها القدرة على إدارة مجتمعاتها ومواردها.. وأظن ان ما حصل من تناقض بين فرفاء الفيصلية إذا ما اخذ بجدية كافية في اتجاه تمتين الرخاوة الإستراتيجية لمنطقة الخليج العربية ما يعزز طرحنا هذا وان كان يتجاوز تلك الجماعات ويلغي أطروحاتها في استعادة الدولة الجنوبية والرفض الحضرمي المتمثل في إقامة الدولة الحضرمية .

*** بوضوح وصراحة أكثر.. على الأشقاء ان يدركوا ان الأزمة اليمنية لا تتطلب تسويات ولن تحل عن طريق الترضيات وإنما بمبادرة تعزز المبادرة وتحويلها من مشروع تسوية إلى بناء دولة .. قبل ان تستغلها قوي خارجية إقليمية وغير إقليمية في تنفيذ مشروعاتها .. وعندها ستكون المنطقة كلها يمن .؟!

وعندها سيذهب طلاب الزعامة طهران أو أنقرة ؟