يافع والمكون المشيخي.

2015-03-03 05:41

 

هناك من شجع الشباب وبعض الميسورين واغراهم بان يرتقوا الى مواقع مشيخية لقبائل يافع لانهم الاكثر ثقافة  وحيوية وعافية مالية .ولقد فات هولاء الطامحون من الشباب ان ذلك متاح في بعض المناطق ، الا في يافع ، فيافع تكره وتسفّه من يشتري ريادتها ومشيختها بالمال وفتات الموائد ، وتمقت التزلف ونغمة( ليست وراثة لهم) ! .فماذا ورثوا وماذا ورّثوا؟

 

وتعبر تلك الاعلانات الخجولة عن -مكّون مشيخي- مسخ  ، تعتبر ليافع وتعتبر تعسفاً لتاريخها وجرحاً لحكمائها وحكمتها وفرسانها ، بل انها فتنة وطموح غير شرعي , وان كانوا مشايخ يافع قد اناخ عليهم الزمن الصعب وعانوا ، فقبائلهم الكرام راضون عنهم وصابرون - وابو زيد معروف بمشلته.

 

ألم تعاني  يافع؟ لم تعاني بما فيه الكفاية من ويلات التمزيق؟  فلقد مزقوا يافع الى محافظتين كما الغوا يافع حتى من اي مسمى ورغم ما ادهدوا به انفسهم الخصوم ورغم  صناعة مشايخ ومسميات جديدة ممسوخة الا ان الذاكرة اليافعية لم تصب بالهوان والخرف فتتنكر لتاريخها او تقبل او تنهل من سقط المتاع اوتشتري بضاعة رخيصة مزيفة كاسدة ومنتهية الصلاحية .

 

بقيت يافع  وحفظت تاريخا وأرثها وتراثها وذلك بفضل يقظة رجالها وفرسانها وسلمت من هذا الشطط والمزاجية والاهواء والنزوات والفتن  وكانت، وحتى وان اخذها الطيش في فترة ما فانها تندم وتعود الى رُشدها  وأتزانها وتوازنها المحمود ،لوجود الوازع الديني والاخلاقي والحكمي، بل انه وازع راسخا متشبثا في تلابيب وجدانها وذاكرتها وسيرتها البهية .

 

ولقد تعبوا مشايخ يافع في الزمن الصعب ذبحوا وتشردوا وسافروا وعانوا وعملوا تحت أمرة  - كفيل - وهم من كانوا يكفلون قبائل بكلمة وقول منهم كان كالعهد والثقة التي لا ياتيها الهوان او الضعف او النكران والتنصل .  بل انهم كانوا ويوقعون معاهادت صامدة راسخة مع دول عظيمة . وكان لهولاء المشايخ ،كان لقولهم السمع والطاعة ، فصاروا في الزمن الرديء وفي الزمن  الصعب صاروا في المنافي  مهاجرون  يسعون في مناكبها .وبعضهم من رحل ولكنه مات واقفا  كشجرة الزيتون .

 

وخلاصة القول لقد ادبرت على مشايخ يافع ازمنة وعانوا من تشريد وتشرد وجور وأهوال،  فقل نصيرهم وتجهمهم البعض ، ولكن وانصافا فـ يافع تجد في كل لحظة نفسها منسجمة مع مشايخها ، ويشدها تاريخ يافع الوضّاء مع مشايخهم ورموزهم .

 

وتراث يافع وماضيها التليد مرتبطاً بشكل وجداني بشيوخها ، ولهذا فيافع تمنع المتنطعين ولا تأبه بهم وتدرك ان الزمن الصعب ارهق يافع وارهقهم فغابت مشايخها وقل نصيرهم،  وتناسى الناس محاسنهم . وهناك قول لأمير المؤمنيين علي ابن ابي طالب رضى الله عنه وارضاه . حيث قال ..ان الحياة اذا اقبلت عليك كستك بمحاسن غيرك ، وان ادبرت عليك سلبتك محاسنك .

 

ان الساحة في الوطن عامة ويافع خاصة  مفتوحة على مصراعيها لمن يود ان ينال شرف خدمة الوطن او  يافع ولكن دون زج الوطن او  يافع بخلافات ولغط حول المشايخ والتاريخ ومن قال انها ليست وراثة!! فماذا ورّثوا وماذا ورِثوا !!الاّ الموت والفناء. والقهر  !!

 

ويقيني ان يافع تجد وتٌنجد نفسها في الزمن الصعب، ولا ينالها الغي والهوان فيافع معدن راق كالذهب يبرق ويزداد صفاءً ورونقاً في آتون ووهج النار .

وتاريخ يافع ملاحم وبطولات وفروسية .

 

 إن يافع عصيّة ، فهي التي اذلت الجبابرة وطردت الغزاة  واهانت الطغاة واعانت المظلوم وأنجدته   و-العُرْ- يشهد لهم بمواقعهم ومواقفهم وصبرهم ومصابرتهم .

 

يافع هي الرقم الصعب في اي معادلة سواءً اليوم او في الغد . كفُّوا عنها ،وكفى ما تعانيه يافع من جراح،  وحقد وحسد وغل. كفّوا  سمومكم وسهامكم الجارحة  عن يافع ولو كان سهماُ واحداً لأتقيته ** ولكنه سهمٌ وثانِيٍ وثالثُ .