جينات الفشل الوراثية

2015-03-01 19:22

 

هل المال يعطيك الاستقرار؟ وهل الثروات الطبيعية الزاخرة والموقع الاستراتيجي تمنحك فرصة النجاح ؟ الاجابة لا لا .وعن ربط النجاح بالثراء فهناك ليبيا والعراق ونيجيريا ،دول متخمة وهي اليوم تتناحر

 

هل الموقع الاستراتيجي يوفر لك النجاح؟ والاجابة لا. فكم دول في اطراف العالم مثل الدنمارك واليابان ومع هذا فهي دول عظيمة

من يصنع الاستقرار والوئام والنجاح ؟ إنه الفكر الانساني ويترسخ عبر الحاكم ، فالناس على دين ملوكها . فكر انساني مُلهم ياتي من اعلى ويهبط وينتشر الى مساحات المجتمع ويتغلغل في شرايينهم واوردتهم الثقافية . ويصبح ايمان وعقيدة وطباع بل جينة وراثية

 

انظر الى حكام ماليزيا وسانغفورة مثال ساطع على بلوغ المجد، لان حكامها اتخذوا مسارا توافقيا ورسخوا مفاهيمهم ووعيهم وثوابتهم وجعلوا التعايش نهجهم والعدل ديدنهم والتواضع قيمة ثابته في سلوكهم وجعلوا من ثقافتهم ملهمات لعامة الناس ولتصبح بعد حين ثوابت وطباع لا يحيدون عنها

 

ان العبرة ليس ببناء المدارس الجميلة الفارهة ومختبراتها الحديثة ونوع الاجهزة ورواتب الاساتذة والأغداق على الطلاب، بل بنوعية المادة التثقيفية والعلمية والتوعية فكم معاهد بل وجامعات تخرّج منها طغاة ودواعش

 

من يصنع الوعي ؟سوال بسيط جدا وخطير جدا ! انه الحاكم ، لكنه الحاكم الواعي والانسان القدوة وكمثال الانبياء بغض النظر عن انهم انبياء ورسل فهم رسخوا مفاهيم الاخلاق والتعايش والمحبة والصدق بعقلوهم ووجدانهم ، ثم شربوها الى العامة فاصبحت ثوابت وايمان بل رسخوها في عقولهم واخلاقهم الكريمة قبل ان يختارهم الله لنشر دينه

 

والاهم وبيت القصيد، كم في عقول حكامنا من الحب والصدق والمحبة والتفاني والوطنية ؟ اذا لديهم هذا الرصيد الزاخر صرفوا منه للشعب وازدهر وتكاثر وعم السلام والوئام الوطن

 

الاخلاق نستقيها من حكامنا الاخيار واذا ثبتت هذه السلوكيات في عقولنا صارت مسلمات وايمان ، فلا نحيد عنها ولا نتزحزح قيد أنملة . وهنا لا يمكن ان نضعف بل تقوى وتتعاظم مناعاتنا ضد -الفيروسات - الكراهيات والمناطقيات والعنصريات والمفسدات بل والمذهبيات بل واختلاف اللون والديانات

 

الثوابت تأتي مفاهيمها من المثل العلياء عند الحاكم الصالح ، وتصلنا عبر منظومة الحكم والحاكم ووسائل التثقيف والتعليم الواعي الوسطي الانساني وبمناهج وباعلام توعي انساني خلّاق لا تمزج في عقلك البريء والجميل نواقض ومتناقضات فعقلك عظيم وملهم  وأبن  ادم سجدت له الملائكة،  فلا تمزج الحب والكراهيات،  والاخاء والعنصريات . والوطن والمناطقيات و الصلاة والنفاق والاخلاق والمفسدات                                                                                         

 

ولننظف وننقي  عقولنا من التشوهات والتُرهات ورخيص الالوان ومبتذلها ، فاذا كانت عقولنا لوحات الوان رخيصة باهتة ومتناقضة وفوضوية لا تحمل الا طلاسمها  ورُقيها وخرباشاتها فنحن حصاد وهشيم وفواجع الى يوم الدين