تقرير : تفاصيل إحراق جنود الجيش ونهب أموال البريد بلحج

2015-02-28 11:39
تقرير : تفاصيل إحراق جنود الجيش ونهب أموال البريد بلحج
شبوة برس - متابعات - حوطة مزاحم - لحج

 

زادت حدة الانفلات الأمني في مدينة الحوطة بلحج بشكل مقلق بعد أن باتت أعمال القتل والسطو المسلح تشهدها المدينة بشكل يومي ولا يكاد يمر يوم إلا وتشهد أعمال قتل أو سطو أو استهداف لرجال الأمن والجيش في بعض المواقع بالمدينة وآخرها كان استهداف مسلحين يعتقد انتماؤهم لأنصار الشريعة لطقم عسكري تابع للواء 201 ميكا متخصص بإيصال وجبات التغذية للجنود المرابطين في عدد من المواقع الهامة بالمدينة بمنطقة الدباء الواقعة في الجهة الغربية من المدينة وعلى طريق رئيسي هام، وأدى إلى مقتل من كان في الطقم وعددهم أربعة جنود ولم يكتف المسلحون بقتلهم، بل قاموا بإحراقهم مع الطقم في واقعة تعتبر الثانية من نوعها التي يقدم عليها مسلحون باستهداف وإحراق الطقم مع أفراده، كما حدث سابقا مع أفراد اللجان الشعبية بمنطقة القريشي في واقعة قتل بشعة على طريقة تنظيم داعش.

 

 

** تفاصيل استهداف طقم الجيش وقتل الجنود **

 

منطقة الدباء تعتبر من ضواحي المدينة وشهدت هذه المنطقة أعمال قتل واغتيالات وسطو مسلح راح فيها العشرات من العسكريين والمدنيين، فيما المواطنون يعتبرون هم الضحية الأولى لهذه الجرائم جراء الاشتباكات المسلحة والتي تؤدي إلى إحداث حالة من الخوف والهلع لدى الأهالي ما يحدث كما أن الأجهزة المختصة في المحافظة لم تستفد من الدروس السابقة في تأمين المنطقة خاصة وإنها موقع هام للعمليات المسلحة للعناصر التابعة لأنصار الشريعة وغيرها من الجهات التي تسعى إلى تنفيذ عملياتها المسلحة في ذلك المواقع المفتوح التي تطل على العديد من الحارات المجاورة في المدينة.

 

طقم الجيش التابع للواء 201 ميكا والذي تم استهدافه من قبل المسلحين مخصص للتموين الأفراد التابعين للواء بالوجبات الغذائية بشكل يومي وبعد أن استكمل أفراد الطقم عملية إيصال الوجبات للأفراد مغرب يوم أمس الأول وبالقرب من مفرق الطريق المؤدي إلى داخل المدينة بمنطقة الدباء باشر مسلحون يقدر عددهم بستة أفراد وصلوا إلى الموقع على متن دراجات نارية قبل وصول الطقم وقاموا بطرد من كان في المواقع من المواطنين وبائعي الفل والخضار وكل من كان موجودا في الموقع، وعند وصول الطقم وكان على متنه أربعة أفراد من الجنود ثلاثة من أبناء تعز وواحد من أبناء محافظة أبين أطلق المسلحون نيران أسلحتهم على الطقم بكثافة، كما أطلقوا قنابل قاذفة ورد على إثرها الجنود إلا أنهم لم يتمكنوا من المقاومة لشدة النيران واشتعال الطقم بعد استهداف خزان الوقود، حيث قتل في الحال ثلاثة من الأفراد فيما الجندي الرابع حاول الاستسلام إلا أنه تم إعدامه بدم بارد من قبل المسلحين، والجنود القتلى هم: محمد علي أنعم، ماجد عبد الحميد الصلاحي، بشير الشرجبي، أحمد عبدالله غالب الخضر.

 

وتشير بعض المصادر أن المسلحين لم يكتفوا بقتل الجنود، بل قاموا بإحراقهم مع الطقم المحترق وقاموا بنهب أسلحتهم ومعداتهم التي كانت بحوزتهم والتحرك على متن دراجاتهم النارية بكل حرية في السوق والاختفاء عن الأنظار بعدها إلى جهة مجهولة فيما بدت شوارع المدينة خالية كأنها مدينة أشباح خوفا من تطورات المواقف.

 

العملية استمرت ما يقارب الـ 15 دقيقة لم تقم الأجهزة المختصة خلالها بردة فعل سريعة تجاه ما حدث للجنود ما عدا إطلاق الرصاص من الأسلحة المتوسطة من مسافات بعيدة ولم تحرك ساكنا لمجابهة ما حدث أكان من الجيش أو الأمن الخاص رغم وجود حماية عسكرية قريبة من الحادثة في البنك المركزي ونقطة أمنية تابعة للجيش في نفس المواقع، بالإضافة إلى نقاط أمنية وحماية بعدد من المباني الحكومية تبعد نصف كيلو متر من هجوم المسلحين، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مقدرة تلك القوة الموجودة على مجابهة أي هجوم يشنه مسلحون للسيطرة على المدينة.

 

موقع أنصار الشريعة في تغريدة على موقع «تويتر» تبنى الهجوم على الطقم العسكري وقتل الجنود ونهب كل ما بحوزتهم من أسلحة.. مصدر في مستشفى ابن خلدون قال «إن جثامين ثلاثة جنود قتلوا في الهجوم نقلوا من المستشفى بعد وصولهم إلى ثلاجة المستشفى جثث هامدة ويعتقد أنه جرى تشيع جثامينهم إلى مثواهم الأخير».

 

 

** السطو على البريد القديم **

 

كشفت مصادر محلية أن إجمالي ما تم نهبه من مبالغ مالية في مكتب بريد الحوطة بلحج بلغ عشرة مليون وست مائة وستة وأربعين الف ريال.

 

وشرعت الأجهزة الأمنية بالتحقيق في الواقعة ومتابعة ملابساتها للقبض على الجناة، فيما أشارت مصادر مطلعة أن مكتب بريد السوق القديم بالحوطة سوف يتم إغلاقه نظرا للوضع الأمني غير المستقر في المدينة بحسب توجيهات صادرة من قبل السلطة المحلية لإعادة تقييم الوضع واتخاذ الإجراءت الأمنية المناسبة فيما لازالت الخدمات تقدم للمواطنين في مكاتب البريد المختلفة.

 

هذا وهاجم مسلحون مجهولون الأربعاء الماضي مكتب بريد الحوطة القديم بلحج والكائن في شارع عام بالمدينة وقاموا بنهب مبالغ مالية تقدر بعدة ملايين من الريالات مخصص صرفها لأفراد الجيش والمتقاعدين والمستفيدين من خدمة البريد في واقعة تعتبر الرابعة التي يستهدف فيها مسلحون مبالغ مالية تخص عاملين في مرافق حكومية وخدمية بالمدينة.

 

وقال شهود عيان حول الحادثة «إن ستة من العناصر المسلحة الملثمة هاجمت مكتب البريد الواقع في وسط السوق بواقعة تذكر بما تقوم به المافيا العالمية، حيث إن الحادثة لا تبعد عن أمن المحافظة سوى عشرات المترات وقاموا بإطلاق الرصاص بكثافة في الهواء لغرض تفريق الازدحام الحاصل في مكتب البريد حيث تدافع عشرات المواطنين أمام بوابة المكتب لغرض الخروج والنجاة بجلودهم مما قد يحدث».

 

وأشار المصدر أن «بعد خروج كل من كان في المكتب باستثناء العاملين قام عدد من المسلحين تحت تهديد السلاح للعاملين بنهب مبالغ مالية تقدر بالملايين من المكتب دون أن تحدث أي مصادمات أو إصابات جراء ما حدث فيما الشارع العام مزدحم بالمواطنين».

 

وأوضح شهود العيان أنه «عقب قيام المسلحين بنهب المبالغ المالية تحركوا على متن دراجات نارية إلى جهة غير معلومة».

 

فيما مصادر اخرى تتحدث عن قيام مواطنين بإبلاغ الامن بالواقعة في حينه إلا انه لم يتم التعامل مع بلاغ المواطنين.

 

هذا ووصل محافظ لحج ونائب مدير الشرطة المحافظة العميد احمد سالم الى مبنى مكتب البريد بعد ابلاغهم بالحادثة حيث استمع من بعض المواطنين حول ما حدث فيما قامت عدد من الاطقم الامنية معززة بإفراد من اللجان الشعبية بعملية تمشيط بضواحي المدينه للبحث عن المهاجمين . وتشهد المدينه حالة من الانفلات الامني الغير مسبوق في مختلف المجالات اغتيالات وسرقة وتقطع فيما اجهزة الامن عاجزة عن تنفيذ المهام الموكلة اليها لضعف امكانيتها البشرية والمادية

 

وبرزت خلال هذه الفترة مطالبات بإعادة دور اللجان الشعبية في المدينه الحوطة وتوفير الامكانيات المختلفة للقيام بالمهمات الموكلة اليهم على اكمل وجه.

 

* الأيام