متى ستعقلون يا هولا ؟!

2015-02-26 15:55

 

لم يأت السيد عبدالطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي وبمعية سفراء دول المجلس إلى عدن .. للنزهة والاستجمام على شواطئ عدن الجميلة .. ولا لمجرد تهنئة حليفهم الرئيس هادي على خروجه من بين أنياب "صالح والحوثي" وسلامة رأسه .. لأنه كان بإمكان الزياني أن يكتفي بتهنئته هاتفيا , علاوة على البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي وهنأه بالخروج من قبضة الانقلابيين وأعلن تأييده لشرعية رئاسته والوقوف إلى جانبه كما ورد في بيان دول مجلس التعاون الخليجي.

 

هذه الزيارة تحمل معان ودلالات عظيمة أهما تأكيد الموقف الخليجي الداعم للرئيس هادي وبقوة مهما كانت النتائج والتوقعات وتداعيات تطور الأحداث المتسارعة في اليمن , وفك الحصار عن الرئيس هادي وفرض طوق من العزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وربما العسكرية , إقليميا ودوليا , على نظام صنعاء وتحالف محور الشر "صالح والحوثي والقاعدة".

وأود هنا أن اذكر هولا ممن يسمون أنفسهم قيادات جنوبية بتصريحات السيد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي  في اللقاء الرسمي الذي يعد الأول ومن نوعه , من قبل مسئول خليجي رفيع مع عدد من القيادات الجنوبية على هامش اللقاء الذي ضم الجانبين في جدة , في 23 يناير 2013م حين قال إن «دول الخليج لا يمكن لها فرض الوحدة بالقوة على الجنوبيين في حال اختار غالبيتهم فك الارتباط».

 

وهذا ما يستدعي أن يقرا الحراكيين الجنوبيين الرسالة جيدا .. والاستحقاقات المترتبة على توافد هذا الحشد الإقليمي والدولي في عدن بقيادة الرئيس هادي , وما هي الواجبات الوطنية التي ينبغي أن يستوعبها ويقدم عليها من يعتقدون أن القضية الجنوبية صارت ماركة مسجلة باسمهم دون غيرهم من أبناء الجنوب.. وأن يسارعوا إلى وضع أياديهم في أيدي هادي ويلتقطوا الرسالة الخليجية والدولية وأن لا يضيعوا هذه الفرصة الثمينة والسانحة , ولأن يكونوا جزء من الحل وصناعة الحل الاقليمي والدولي والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل الترتيبات القادمة في الشأن اليمني شمالا وجنوبا .. وهذا ما نتمناه !

أصبت بالدهشة والذهول وخيبة الأمل من هولا , كتبة البيانات التي لم يحسنوا حتى صياغة مفرداتها الإنشائية واللغوية المخجلة لهم قبل غيرهم ؟!

قرأت مساء أمس بيانان حتى الآن تزامنت مع وصول السيد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي وسفراء دول مجلس التعاون :-

 

البيان الأول:-

بيان صادر عن قوى التحرير والاستقلال إلى شعب الجنوب الأبي حول المستجدات الراهنة

 

البيان الثاني:-

بيان صادر عن الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال(الهيئة) توجه رسالة لمعالي عبداللطيف الزياني

 

من خلال قراءتي لهما كالعادة لم أجد في أي منهما  من قدم حلول يمكن للزياني المساعدة والمساهمة فيها ؟!

 

كلاهما تحدثا عن التصالح والتسامح وهذا شي مألوف في هذه البيانات العرجاء

وكلاهما دعا إلى وحدة قيادة مكونات الحراك .. وهذا شيء نسمعه منذ 2007 ولم يتحقق منه شي يذكر.. بينما كتبت هذه البيانات وأصدرت في توقيت واحد من غرفتين متجاورتين في فندق الميركور.. وهنا تكمن المهزلة والمأساة .. فأي معنى يبقى للحديث الممل عن وحدة القيادة .. ومتى ستتحد لا سمح الله وما الذي يمنعها من أن تتحد ؟!

كلاهما تحدثا عن (التحرير والاستقلال) وهذا حق شرعي فعلا ومجمع عليه كل الجنوبيين .. لكن ما الداعي نطالب الزياني طالما ونحن نتحدث عن (التحرير) فمن سيمنعكم من ذلك .. ولماذا لا تفعلوها ؟!

 

وعودة إلى السؤال أعلاه .. نحن بحاجة إلى اصطفاف جنوبي واسع .. والحل الأمثل بعد الفشل الذريع لما يسمى "المكونات" المتكونة في عنابر الفشل المزمن والعقيم .. بحاجة إلى تحريك النخب الاجتماعية والشريحة الاجتماعية المهمشة والصامتة .. نخب المجتمع المدني وقبائل ومناطق الجنوب والاستفادة من الاصطفاف الجماهيري على غرار ما جرى في حضرموت وشبوة .. ونترك هولا يستمرون في لعبة التسول المهين وعقد المؤتمرات والخطابات والبيانات والتصريحات واعتلاء المنصات والشطحات على بعضهم البعض التي أدمنوها وجبلوا على ممارستها لتخدير أنفسهم موضعيا والكذب على شعبهم المغلوب على أمره بوعودهم المذلة والمخجلة .. بالحديث عن وحدة القيادة .. التي نراها ترد في كل بيان وتصريح من تصريحاتهم دون أي تقدم يذكر .. مع الأسف الشديد.

علينا أن نستغل هذا الظرف الوطني الهام والتحول السياسي في الموقف الإقليمي والدولي لنكون جزء من هذا الاصطفاف وجزء من صناعة الحل والمشاركة في رسم أي ترتيبات قادمة تشهدها اليمن شمالا وجنوبا .. بعيدا عن الشطط والغلو والتطرف وافتعال الأزمات فيما بيننا وداخل البيت الجنوبي الهش والمدمر كتلك التي يدعو لها البعض لتثوير وتهييج ومغالطة الشارع الجنوبي , دون أي مراعاة لنتائجها السلبية على قضايا شعبنا الجنوبي وحقوقه المشروعة ومصالحنا مع الإقليم والعالم , والتي لا تخدم سوى تحالف مثلث الشر (صالح والحوثي والقاعدة) بوعي أو بدون وعي !

 

وهكذا سيتجاوب معنا الإقليم والعالم .. والله من وراء القصد