صنعتم ‘‘الحوثيين‘‘ بأيديكم فتحملوهم

2015-01-30 05:12

 

 

أنصار الله "الحوثيين" ليسوا خريجي جامعة أكسفورد أو جامعة السربون، هم نتاج طبيعي لسياسة صالح وتحالفه مع الإخوان لأكثر من 30 عاماً، هم ابناء الحروب الست، هم ابناء الاقصاء والتهميش، هم ابناء هذا الواقع المزري.

 

ماذا تتوقعون من شباب لم يتلقى أغلبهم التعليم بسبب الحروب، ربتهم الطائرات واحتضنتهم الدبابات وأرضعتهم الكاتيوشا والألغام الأرضية وتنفسوا أدخنة الحرب ونبتت عظامهم من شظاياها.

 

هم أبناء المجازر، هم أبناء الثكالى والنائحات، هم أبناء وإخوان وآباء وأصدقاء أكثر من ستة ألف وستمائة قتيل في حروب صعدة والآلاف من الجرحى، هم خريجي البيوت المدمرة، ومزارعي الأرض المحروقة.

 

هم أبناء صمت الكثير من القوى السياسية والنخبة عن المآسي التي ارتكبت بحقهم، هم ابناء هذا المجتمع الذي لم يُسير حتى مسيرة واحدة جماهيرية حاشدة للمطالبة بوقف اي من حروب صعدة، هم أبناء الصراع الاقليمي والدولي الذي نقلتموه بأيديكم الى شمال الشمال.

 

هم أبناء الجهل والفقر والمرض والحرمان من أدنى حقوق الإنسان، هم أبناء سياسة إدارة البلد بالأزمات والحروب الداخلية، هم أبناء سجون صالح وقمش الإخوان، هم تربية زنازين قومي عمار، هم أبناء الزنازين الانفرادية والتعذيب بالأسلاك الكهربائية.

 

هم أبناء القمع الفكري والمذهبي، هم أبناء التحريض العرقي والمناطقي، هم أبناء الحزام القبلي المحروم من أبسط الخدمات.

 

هم أبناء الدولة التي فشلتم في بنائها منذ ثورة سبتمبر 62م، هم أبناء انقلابكم عليها في 67م، هم أبناء حرب 94م وما تبعها من نتائج، هم أبناء الهضبة والمركز المقدس الذين جهلتموهم بأيدكم ليكونوا عكفة بعد الشيخ وعساكر في الجيش والأمن لتخوضوا بهم حروبكم السياسية.

 

هم أبناء استخفافكم بمخرجات الحوار والتفافكم على النقاط العشرين ومسرحية لجنة الأقاليم ولجنة صياغة الدستور واللجنة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار ومماطلتكم في الشراكة.

 

ماذا تتوقعون من شباب قال عنهم الكثيرون بفعل تحريض وسائل الاعلام الرسمية عليهم لسنوات أنهم فرس ومجوس وعملاء لإيران وحزب الله وأصحاب متعة وتم التعامل معهم على هذا الأساس من كل مؤسسات وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية؟

 

صنعتموهم بأيديكم فتحملوا التكاليف، وحاولوا جرهم الى ملعب السياسية عبر الشراكة الحقيقية وبناء الدولة التي لن تُبنى ما لم يتم تأهيل المركز المقدس والحزام القبلي المحيط بصنعاء على وجه الخصوص ثقافياً واقتصادياً وتنموياً.

* الأولى