جنوب اليمن انتفاضة ومبادرات ولقاءات الى اين؟

2015-01-04 05:56
جنوب اليمن انتفاضة ومبادرات ولقاءات الى اين؟

أمل عمر

 

يتواصل وبسرعة فائقة انهيار اليمن اقتصادياً وامنياً ويسود البلاد حالة من العنف والفساد جراء الاضطرابات التي تسودها منذ سنوات، وفيما الوصاية الدولية قد جرى اقرارها على اليمن الذي صدر بحقه قرار اممي من مجلس الامن يضعه تحت البند السابع لتشتد الحروب الداخلية وتسقط قوى نفوذ كبرى وتنهار عائلات نافذة وبيوت تجارية ومشيخية وسياسية وتبرز الى السطح قوى جديدة، والحرب مستعرة وأعمال العنف تلقي باليمن في سلة الموت المخيف، ويبقى الجنوب جزء من اللعبة الداخلية والدولية والإقليمية، حيث لم تنته بعد فعاليات مخيم الاعتصام بمدينة عدن التي دشنت نشاطها منتصف شهر اكتوبر من العام الماضي وفيما عادت شخصيات جنوبية من المهجر لمحاولة عقد مؤتمر تقول انه سيجمع الطيف السياسي والثوري والاجتماعي الجنوبي إلا انها لم تفلح في الوصول الى نقطة لمع الشتات الجنوبي، فالحراك الجنوبي الذي بات يتعرض يوماً بعد يوم لضربات عنيفة من قوى داخلية وخارجية يعيش واقع غير واضح لكن القاعدة الشعبية في الجنوب يصعب تمرير أي مشاريع عليها.

الحراك الجنوبي ولحظات عصيبة يعيشها:

قوى الحراك السلمي الجنوبي الذي تحاول السلطة اليمنية تفريخها باستنساخ مسميات مشابهة لها واستخدامها اعلامياً في الترويج لها والترويج لشائعات تستهدف الحراك الجنوبي في محاولة لخلق ارباك ما بين صفوف الجنوبيين من ناحية ولخداع الرأي العام الخارجي من ناحية أخرى، الى ذلك استطاعت السلطات اليمنية وعن طريق الرئيس اليمني هادي المحسوب على الجنوب جر الكثير من قادة الحراك الجنوبي الى مربعات اخرى بعيدة عن الارادة الجنوبية فالرئيس اليمني يزعم تأييده لمشروع الفيدرالية لإقليمين (شمالي وجنوبي) في اليمن ينطلق من هكذا مزاعم لإقناع الجنوبيين كما يزعم ان مشروع الفيدرالية سيكون مجرد تكتيك لبلوغ الانفصال في المستقبل.

عدن تقف في الصدارة من حيث التصعيد الثوري الذي جاء عقب قيام الامن اليمني اعدام القيادي في الحركة الشبابية والطلابية الجنوبية (المكون الاكثر قوة وقاعدة شعبية) خالد الجنيدي قبل أسابيع وتشهد المدينة حالة اضطرابات وعصيان مدني بصورة مستمرة، وكان قرار الحكومة اليمنية بنقل جلساتها الى مدينة عدن الذي جاء من قبيل الهروب من انصار الله في صنعاء قراراً غير صائباً بعد فشل رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة من عقد اجتماعهم الاسبوعي يوم الاربعاء الماضي وفشل الحكومة من اقامة مهرجانات كانت تعزم على اقامتها في عدن وجاء فشلها بسبب الاحتجاجات الشبابية التي اعلن فيها الشباب تصعيد احتجاجاتهم والتصدي للحكومة ومنعها من التواجد في عدن وفي كل مناطق الجنوب.

خارجياً:

تواصل العديد من الشخصيات الجنوبية البارزة كالرئيس السابق للجنوب علي ناصر محمد وحيدر العطاس وشخصيات غادرت الجنوب الى كل من القاهرة وابوظبي عقد لقاءات لها لتدارس امكانية تطبيق مسألة الفيدرالية من اقليمين وبالتوافق مع انصار الله الذين اتفقوا مع الرئيس ناصر على هذا الامر ووعدوا بتطبيقه في حال استطاع الاخير لم شمل الجنوبيين الى هذا المشروع الذي يلاقي استهجان الشارع الجنوبي ورفض القبول به وبغيره من المشاريع التي لا تمنح الجنوب استقلاله الناجز، وكان السيد الحوثي زعيم انصار الله قد تحدث في خطاب له امام الالاف من اليمنيين يوم امس جاء بذكرى المولد النبوي انه يرفض مسالة تقسيم اليمن الى ستة اقاليم بحسب ما نصت عليه مخرجات الحوار اليمني.

ويتوقع مراقبون فشل المشروع عند محاولة تنفيذه اذ سيقابله الجنوبيين بالرفض وقد تتحول الاوضاع الى المزيد من الاضطرابات حيث سيقود الى فتح المجال امام الجماعات الدينية المتطرفة للقتال تحت يافطة الطائفية ضد انصار الله وتحويل الجنوب الى ثكنة لمثل هذه الجماعات الارهابية.

هذا وتسعى الكثير من الدول الاقليمية والعربية الى التوافق حول أي مشروع يخلص اليمن من مشكلتها المعقدة ويبدأ الحل من حسم مشكلة الجنوب.