فلا غرو ان تكون ترانيمى عزفا ....لأنك سر من الله ولحنا جميلا ...
(فى ذكرى فقيدنا الشيخ على بن محمد الجفيله الكثيرى تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان ..)
لقد أتت اليه المشيخه تزهو برونقها وبهائها وكلفتها وتحملها ..بينما هو لم يأتى اليها طالبا اقتنائها أو الاستحواذ بها أو التشرف بلبسها كعباءة فى يوم مناسبة والكل يزهو بما عنده من لباس ..
فان كان (الرجال )من مثلك راحلون ..فما ابقيت لمن لم يرحل من (الرجال) الا تركة مثقلة من عظيم السجايا وكريم الخصال وصدق القول وطيب النوايا والاخلاص والولاء ...ولن ينالها الكثير الكثير لمن يرحلوا بعد الا القليل القليل ..
ليس كل من يرحل أبدا يبقى فى الذاكرة....وليس كل من فى الذاكرة يبقى طيبا يفوح منه عبق الرياحين ونسمات الصبح العليل ..وشعشعات الضوء المنساب وبعد ليل حالك نحو بيان الطريق ..هكذا رحلت ,ولم تستأذن احدا برحيلك .. ولكنك لدينا لم ترحل ..فأنت الباقى ولم تزل ..وياليتك حسب مشيئتنا ان لاترحل أبدا ,أو انك أجلت يوم الرحيل حتى تلقى آخر ما عندك من عبر ودروس الى أن يستفيد منه الآخرون الذين لم يرحلوا ..أو على الاقل أن تضرب لهم المثال تلو المثال بما يجب عليه الانسان (الرجل ) أن يكون ..ولكنها ألمشيئه الربانيه والنفس التى اذا جاء أجلها لا يستقدمون ساعة ولا يتأخرون ...فلله الحمد والمنه .
لقد كان الرجل الشيخ على بن محمد الجفيلة الكثيرى بسيطا فى تعامله مع كل الناس ..ودودا اليهم ..بشوشا فى وجه كل من يلقاه..
لايضع حاجزا نفسيا بينه وبين من يلقاه أو مع من يحدثه ..بل هو أسهل وأفضل من ذلك كله ..بل هوالرجل الذى ان اشتدت بالناس وعثاء السفر وغبار الارض وثارت عواصف الرمال واشتد الهجير برمضاه ناخت الابل بعقر داره ..لأنه قصد السفر وعنده الجواب للخبر .
و عندما يقصده الانسان أى انسان لن ولم يرحل من كان عنده الا وقد نال رضاه مستوى بلغ به حاجة القاصد ...فكم من محتاج او صاحب
مسكنه لم يرده خائبا ويديه خاويتان ..
لقد رحلت عنا أيها الشيخ على بن محمد الجفيلة الكثيرى وفاضت الادمع الساخنه من مآقيها من أمم شتى ومن الذين يعرفونك أو من الذين لا يعرفونك لانك قد وصلت الى قلوبهم قبل أن تفيض الأعين بأدمعها على فراقك فلئن أحدا سأل لم هذا الكم من الدمع والحزن والالم ؟فتكون الاجابه لانك ايها الشيخ هكذا تستاهل لانك نعم الرجل ..ونعم الشيخ أنت ..ولأن مكانتك سيظل الى الامد المنظور شاغرا ولن ولم يقدر أن يصل اليه أحد ..
رحلت ايها الشيخ فى وقت كان الناس فيه لم يزالوا على باب دارك يرجون ..لانك فيهم مرجوا ..بعد الرجاء من الله تعالى ..ولا نقول الا كما
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (وانا على فراقك لمحزونون ..وانا لله وانا اليه راجعون ..)
تغمد الله فقيدنا الشيخ على بن محمد ألجفيلة الكثيرى بواسع الرحمات وادخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..
فان كانت هذه الترانيم فى مآثرك مجرد كلمات .. ولو أنك الآن عائشا بين أظهرنا لكانت كلماتى عدت من التملق والنفاق وقد تفسر من ورائها مآرب وظنون ..ولكنك الآن تحت الثرى ولكن ترابك له عبق يفيض الينا بلحن انسانى جميل ..وهذه الكلمات ..
.فما وصلنا ولن نوصل أن نوفى بحقك الكلمه .
الكاتب أنور سالم الصيعرى - شروره