قليل هم الرجال الذين يسطرون الملاحم البطولية في شتى مجالات الحياة تضل الذاكرة تستجرها في كل زمان ومكان، فكيف؟ برجل يسطر الملاحم والبطولات من اجل الوطن والحرية والكرامة من اجل الاستقلال ، ليقدم نفسه قربا من اجلها ويرحل شهيدا فداء لها ، وهو يقطن وطن الشهادة والشهداء ، يعيشها يسمعها يتمنها لكن لم يتذوقها، فكان على موعدا معها اليوم ، عمل لأجلها وبذل الكثير كي ينالها ,,
هكذا هم الرجال الذين يهبون أنفسهم للذود عن اوطانهم واستقلالها لقد أستشهد زميلنا القائد الميداني الفذ خالد الجنيدي ذوداً عن قضيته الثورية التي خطها كقيادي شبابي ميداني يرسخ القيم الثورية كشاب صلب لا يتزحزح في سبيل الدفاع عن كرامة الانسان وحرية الوطن ..
فهنيئاً لك رفيقي خالد، هنيئاً لك شرف الشهادة، ونعزي انفسنا بفقدك لن نبكيك دموعاً لأن هذا دأب من يموت على الفراش فكيف نبكيك وانت امام خفافيش الظلام وجها لوجه فأنت مفخرة والله لأهلك ووطنك.. ولنا .. فنحن بك مقتدون وعلى دفة النضال والهدف سائرون، ولأنك بذلت روحك من أجل الحرية الوطن فما أكرمه من بذل.
أننا نشعر بالاسى في أن اكتب بضع كليمات بعد رحيلك .. هي كلمات تمردت أن تستريح في حنجرتي كونها أصرت على أن تعانق الشهيد قبل أن يسجى ويدفن.
فكم ودعنا ونودع كل يومٍ شهداء أعزة لنا تسرقهم رصاصات الغدر والاحتلال الهمجي ، التي اختطفت اعداما لقياديا ميدانيا وناشطا ورجلاً بكل ما للكلمة من معنى، نعم ذاك هو المهندس التصعيد الثوري العصيان المدني الشهيد خالد الجنيدي،
سأبكيك بحرقة وقلمي يتوشح السواد ستبكيك عدن الحرة والجنوب الثائرة وشعبها المرابط في الساحات .
يبكوك رفقائك في النضال لانهم سيقعون في مكان شاغر يستشعرون بثقل الحمل يزداد على كواهلهم في مسيرة التضحية والنضال ولأنهم سينظرون أمامهم فإذا بهم لا يرونك ، عند اشتداد الخطب واحمرار الاعين بعد الرحيل يا صديقي الجنيدي نطلب من ربنا يصبرنا فقد خارت قونا رحلت عنا شامخ في زمن الانكسار ، فبرحيلك قلبي يشتاق للرحيل ..