المؤتمر الجنوبي الجامع بين التحامل وتزييف الحقائق

لا أرى أي غرابة ولا أرى ضررا فيما تشهده الساحة الجنوبية اليوم من حملة مسعورة ضد المؤتمر الجامع لسببين الأول وهو العادة التي اعتادها البعض في انه إذا لم يكن مدعوا بشخصه إلى أي فعل جنوبي فهذا يعني أن هذا الفعل فيه ما فيه من التقصير الذي يوصل صاحب هذه الثقافة المتشبثة بالحضور ولو (للفرجة) إلى حد تخوين القائمين على هذا الفعل .. أما السبب الثاني فهي ظاهرة تأتي في سياق الصراع الذي يؤسس له البعض الذي يرى أن لا جنوب إلا عبر بوابته , والذي يرى أيضا انه الأحرص والاخلص دون غيره على هذا الجنوب , والذي يرى انه الوريث الشرعي لهذا الجنوب تلك الورثة التي تمكنه من استمرار دفن الحقائق التي من خلالها يحاول الجنوبيون إلى إحياء هويتهم التي( سرقها) أعدائهم قبل عشرات السنين من (سرقة) واختطاف وطنهم في يوليو94م !!

وبناء على ما تقدم فأنني اشعر بالاطمئنان لان كم الصراخ والضجيج الهائل من البعض وكم التخوين لا يعني إلا حالة واحدة هي أننا كجنوبيين بدأنا نسير في الطريق الصحيح وبالتالي علينا توقع الأسوأ من أصحاب ثقافة الهدم لأنهم ممكن يحللون كل الوسائل للحد من ما يرونه تطاول على أملاكهم  والاهم هو أن لا نتخلى عن ما بدأناه وان نستمر ندعي إلى مؤتمر الجنوب الجامع كما أن علينا أن نوضح ما يهدف إليه المؤتمر ليس لإقناع أولئك القلة  لأن أولئك القلة قد حسموا أمرهم وقرروا الاستماتة في محاربة أي جهد جنوبي للتقارب , ولكن لإرشاد أصحاب الحق في الجنوب , ملاكه الأصليين أبناءه في ساحات العزة والشرف وفي كل بقاع الجنوب المحتل وتوضيح الحقيقة لهم !!

*     حقائق يحاول البعض طمسها:-

 يتحدث البعض عن قلقه مما تحمله وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع , ويسوق لهذا القلق المصطنع في أوساط الجنوبيين بقصد التشويش عليهم وتشويه أهداف المؤتمر والوثائق ترد على مثل هؤلاء بالتالي :-

أولا اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع وضعت ( مسودات وثائق) ولم تضع وثائق جامدة تنتظر الموافقة كأمثلة كثيرة موجودة على الساحة الجنوبية , ومعنى ( مسودات ) هو أن تلك المسودات قابلة للنقاش وللتعديل إلا فيما يخص الهدف وهو التحرير والاستقلال وبناء الدولة والتمسك بالهوية الجنوبية العربية.

 .ثانيا  أن المؤتمر الجنوبي الجامع يقوم على أساس التوافق وليس على أساس الأقلية والأكثرية وهذا يضمن بعدم جر المؤتمر ونتائجه لخدمة تيار معين أو حزب معين أو فئة معينة كثرت أم قلت .

ثالثا أن وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع تضمن حق المشاركة لأبناء الجنوب جميعهم من خلال وثيقة المعايير القابلة الأخرى للنقاش والإقرار من قبل أبناء الجنوب والتي تقسم التمثيل بين أبناء الجنوب كالتالي :-

أ‌- 50% للمكونات السياسية والحراكية الجنوبية الشبابية وغيرها تنظمها معايير تعطي المرأة والشباب حقهم في التمثيل في إطار المكونات .

ب‌-50% للفئة الجنوبية الصامتة بمختلف شرائحها ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي وشخصيات الجنوب الوطنية والاجتماعية  والمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة التي يبدأ اختيارها من المديريات بعيدا عن الانتماء السياسي والتي تحكمها معايير قدمت مسودتها للمؤتمر الجنوبي الجامع ليناقشها ويقرها أبناء الجنوب .

بعد ما تقدم لا نرى مبررا منطقيا لتخوف البعض المصطنع ومحاولتهم تشويه أهداف المؤتمر الجنوبي الجامع إلا إذا كانت هناك تحفظات خاصة لدى هؤلاء البعض ,  على سبيل المثال لا الحصر هناك اختلاف نشأ بين هيئة رئاسة اللجنة التحضيرية وبين بعض قيادات المكونات  سببه ليس خطورة وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع ولا قصورها ولا غموضها كما  يدعي هؤلاء البعض في مخاطبتهم لأبناء الجنوب بغرض استمالتهم , ولكن سببها الحقيقي ينحصر حول (التقاسم) في التمثيل وهذه حقيقة آن الأوان لان يعرفها أبناء الجنوب ويتأكدوا منها بإنفسهم  , فهؤلاء يرون أن المجتمع الجنوبي وفئاته المختلفة لا تستحق 50% من التمثيل , ويرون أن التمثيل يجب أن يكون كالتالي :

50% لهذه المكونات بذاتها , و 50% لبقية مكونات وشرائح وفئات المجتمع الجنوبي مع المرأة والشباب وغيره وهو ما رفضته اللجنة التحضيرية وأصرت أن ترفع المسألة إلى مؤتمر الجنوب الجامع كما رأتها اللجنة التحضيرية في وثائقها ليحسموا الأمر فيها عبر مؤتمرهم .

  لقد أقام المؤتمر الجنوبي الجامع بمسودات وثائقه وبآليات عملة  وبالطريقة التي تعاطى بها مع مسألة إفساح المجال للمشاركة لكل أبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وشرائحهم الاجتماعية , أقام الحجة على كل المشككين , ووضع حد لثقافة طغيان الأنا وأرسى مدامك ثقافة القبول بالآخر والمشاركة التي لا تستثني احد ولا تقبل المساومة على الهدف الذي حدده أبناء الجنوب ودفعوا لأجله الشهداء والجرحى والمعتقلين وهو التحرير والاستقلال وبناء الدولة والتمسك بالهوية الجنوبية.

. ختاما فأن وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع لم تغفل ضمان حق المشاركة للمكونات وفق امتدادها الفعلي على الأرض في كل المناطق الجنوبية ووضعت معايير تمنح  حق الأفضلية في التمثيل للمكونات بحسب تواجدها الفعلي على الأرض وامتدادها على تلك الأرض وهذا الأمر يدحض حجج البعض بان المؤتمر الجنوبي جاء ليسيد بعض القوى والمكونات بعينها ويلغي الأخرى , فالتمثيل سيكون بالتواجد على الأرض لكل مكون !!