لا يوجد في اليمن طفل جديد يلج إلى الدنيا إلا وتجد والده أو والدته أو القابلة تمسك برأسه وتؤذن في أذنه، كتقليد يحرص الناس عليه دون الحاجة إلى فتوى من شيخ أحال الأذان من شعائر تبث الراحة في النفس إلى زعيق منفر وإلى صراع بين النبي الكريم وعلي كرم الله وجهه، فهذا ولي الله وذاك مدري ما هوه.
لا يوجد في اليمن فعالية إلا وتبدأ باسم الله وتنتهي بالصلاة على النبي، وحتى الشعر والغناء في اليمن هناك الكثير من القصائد والأغنيات تبدأ وتنتهي بذكر الله وبالصلاة على النبي، وجماعات الدين المتزمت لا عجبها العجب ولا الصيام في رجب.
حتى القاتل قبل أن يصوب بندقيته صوب الضحية يبدأها بسم الله الرحمن الرحيم ويختمها بـ"أستغفر الله العظيم".
وحتى اللصوص في مكاتبهم وعرض بوابات بيوتهم يضعون عبارات "هذا من فضل ربي" وأسماء الجلالة. وفي مستشفى الثورة العام بصنعاء – التي من شأنها تطبيب الناس- كاتبين "وإذا مرضت فهو يشفين".
وفي اليمن أيضا لا يوجد حي إلا وفيه مسجد أو اثنين. ولا يوجد بيت أو دكان أو مصنع أو مؤسسة أو فندق أو مطعم في اليمن إلا ويوجد في داخله المصحف الشريف وسجادة للصلاة وعجوز يحمل في يده "سُبحة"، ومع هذا تسمع أولئك الُعميان يصرخون: نريد دولة إسلامية في اليمن؟!
لا تمر من شارع في اليمن إلا وتجد عرض الجدران عبارات تحث المارة على ذكر الله والصلاة على النبي. ومع هذا تسمعمن يقولك: لن يستقيم الحال إلا بإيجاد دولة إسلامية في اليمن؟!
حتى سائقي المركبات في اليمن، قد لا تجد لدى أحدهم رخصة القيادة ولا كرت الرقم، لكنك تجد داخل كل مركبة دعاء السفر، ومع هذا تسمع العميان يصرخون: نريد حكم الإسلام؟!