على موعدٍ مع الوطن

2014-11-19 20:47

 

لم يعد هناك من المخاوف ما يجعلنا نميل الى التواضع في أمانينا .

بالأمس كنت التزم معيار آخر في البحث عن حلول وكنت قد استهلمت الاتحادية في تاثر واضح لما المسه من ايجابياتها في بلدي الثاني - كندا- بل وما لمسته من ابهار في تقدم دولة أتحادية هي الامارات العربية المتحدة ، التي صارت حديث الرَكِب ودهشة الزائر لذلك التطور الذي يسابق الزمن وشكل أنموذجاً مدهشاً يحتذى به .

 

لكنني اليوم وبعد ان تابعت الملاحم والاصرار والتوق لتحقيق منجز على الارض من فئة مستضعفة مدحورة، كانت قد فقدت كل شيء الا اصرارها وايمانها بقضيتها فاستلهمت التحدي وكانت الاستجابة ، رصت الصفوف فبلغت مجدها في لمحة من الزمن .

واعني بهم ولا سواهم  -انصار الله- ولان الشيء بالشيء يقارن . فنحن وقضيتنا هي حياتنا وارضنا ومستقبلنا لحري بنا ان ننتزع حقنا وان نستعيد ارضنا فلسنا باقل منهم شأنا او توقا وبسالة وإقداما لتحقيق منجزنا الشرعي وأنتزاع حقنا السليب بعد ربع قرن من وحدة بغيضة حملت كل اوزراها وجعلتنا نصاب بالقهر بل بالصدمة من احاديث الوحدات والتكتلات .

 

واصدقكم القول ، أنني لم أعد اشعر اليوم الاّ بذلك اليقين الذي يجتاحني ويملك علي مشاعري ويوطد املي الى حقيقة راسخة ، في اننا قاب قوسين أو ادني من صنع الامل وتحقيق المنجز ، وهو منجز تخلّق خلال سنوات من العذاب والقهر والدم والدموع و لربما منحنا هذا القهر وعظم التضحيات الاستشعار باهمية الحدث ونبذ الفرقة ورص الصفوف لتحقيق الحلم والتشبث به، بل والعض عليه بالنواجذ .

 

اليوم لم يبقَ لنا الا ان نلم شعثنا ونوطّد محبتنا ونعيش تفاهماتنا وتعاضدنا ،وذلك  حتى نقوى على المُلمات والمنغصات ونتأهب لتحقيق المنجز ، دون مخافات او صراعات او تمترسات او استعادة الحسرات و لطم الخدود وشق الجيوب وسرد الاحزان على مسامع الانسان والوطن والشامتين .

 

وتذكروا ان جيل ما بعد عام 90 م وقبلة بسنوات لا يدرك الماضي ولا يعنيه ما حدث بيننا من صراعات وخلافات وتشظيات ولا تمر في ذاكرته   قصص الماضي الاليم ، فلا نبعثها وهي ذميمة ومخيفة ومُخيبة، ان هذا الجيل لم يحمل اوزارنا ، فلا تلوثوه وتثقلوه بها وتبعثوا احزاننا من مراقدها  لنورثها له ،دعوا هذا الجيل الخفيف المتحرر من ذنوبه، دعوه يعيش بامل يرقب ألفتنا وتعاضدنا وتماسكنا وأتحادنا ، دعوه يرسم بكل لهفة ،حلول تباشير عيده في استعادة وطنه الذي بعبثنا وشططنا وسذاجتنا  ضيعنّاه  وحمّلناه  ذنوب ضيعات الوطن  اليوم معنا فدفع  هذا الجيل البريء الثمن الباهض والثقيل والمؤلم من دموعه ودمه .

 

على انه من الواجب ان اعيد واكرر ، والنصر آت بأذن الله اعيد نصحي وتذكيري في أننا  نأمل ونتمنى ان نرقى في تعاملنا الواعي والمسؤول مع  اشقائنا من ابناء الشمال الذين هم اليوم معنا وبيننا  فالسنتنا تسلقهم وانا اكاد اسمعها شديدة قاسية ذميمة وأتمنى ان لا تأخذنا العداوات والتشفي والشماتات او الملامات، فنحن احوج ما يكون لأمننا ومحبتنا وتسامحنا وتصافينا مع ابناء الارض الواحدة ومع كل شقيق من ابناء الشمال يعيش بيننا ويقتسم معنا رغيف عيشه فهم بعض من نسيجنا وملامحنا وتاريخنا .

 

ان الحكمة تقتضي ان نبعث برسالة طمأنينة ونؤكد عليها دائما وابدا ،وفحواها بان الارض هي كقلوبنا تستوعب الجميع وتفخر بالجميع وتسامح الجميع ، فلا تنتقم سجايانا بل تعفو، وتجود ولا تبخل ،وتبني ولا تَهدِم ،وتداوي ولا تجرح .

 

والى قادتنا نقول ، فيا قادة الحراك ويا كل قادة المكونات ويا أولي الحكمة ويا رابطتنا ويا مشايخنا وسلاطيننا ويا علمائنا ويا كل ساستنا ومثقفينا ويا كل مواطن ، نحن الان مبحرون على سفينة الوطن التي افردت شراعها لتمخر في عباب اليم ، ووجهتها مرافىء الوطن ، فأن تنازعنا ستذهب ريحنا وتتمزق اشرعتنا ولن ننجو من غرق مهين فتلحقنا المذمات والملامات الى يوم الدين .

 

فمن اجل ان نبحر معا ، ومن اجل سلامة مركب الوطن ولنصل معا نقول ، لقد آن لنا ان نقبل ببعضنا ونهدي العذر لبعضنا ونستلهم من أملنا العظيم ومن بشائر نصرنا ، نستلهم تعاضدنا ومحبتنا وتآخينا ، وان نسمو ونعلو بمشاعرنا كسمو اهدافنا وأمانينا وقضيتنا، التي من اجلها اهرقنا دمنا ودموعنا، وارهقنا مشاعرنا وأمانينا في ترقب لحظاتها ومولدها واستلهام بشاراتها .

اننا بتعاضدكم  ايها القادة سنسمو وبفرقتكم سوف يلحقنا الهوان والمذّلات والشماتات، فالريح مواتية وقراءآت الطقس مدهشة !والمواقف الدولية الى اليوم ايجابية وخريطة الطقس توحي بان المحيط لا يحشد لنا امواجه الغاضبة بل وكل الطيور المحلقة التي زجروها اخوتي في الخليج والسعودية تمر محلقة  بِيُمناي.

نحن على الوعد يا وطن .

 

 

أخر الكلام ابيات من قصيدتي اهديكم منها رباعية .

لا يفتكُ الذئبُ إلّا والرعاةُ نأوا *** شرقاً وغرباً وسادَ اللومُ والحسدُ

نحنُ معاً مِركب الأوطانِ ياخُذنَا ****** تَشدُ من عَزمنا سَواعدٌ ويدُ

بشائرُ النَصرِ مثل الشَّمسِ أرقَبُها ** الفجرُ يَحملها.. والوعدُ ذاكَ غدُ

فَمَنْ لَنا ؟ ما لَنا إلّا تآزُرنا * ****** وأُلفةٌ وبها نَسْمُو ونَتَّحِدُ