كلما اقرأ الصحف عن توزيعات الحقائب الوزارية في اليمن، اجد نفسي في حالة سؤال دائم دون أجابة ، وكمثال ، لو طلب منك ان تختار طبيبا لاجراء عملية جراحية لأبنك فهل ستختار الطبيب الذائع الصيت والذي يشهد له عمله في حقل الطب بالنجاح والتفوق ؟ ام ستختار له طبيبا من اقاربك بغض النظر عن اجادته العمل ،فقط تختاره لأنه على ولاء لك ولأسرتك وكثيرا ما يمضي السهرات معك، و له مكان مخصص - وركني في الطيرمانة !!
هذا هو ما نعانيه فحتى المحاصصة تحتاج الى اشخاص لهم دراية عالية في عملهم واهم هذه الصفات هي القدرات الادارية ونظافة اليد والتوق لتحقيق منجز .
على ان الشباب اثبتوا في العالم انهم الوقود الجبار لدفع اي مركبة بسرعة عالية دون تعطل او تدهور، ولنا في قيادات انصار الله المثل في ذلك فهم ومعظمهم في الثلاثينيات لهذا واكبوا السير وحققوا لهم مساحة وسطوة ، على طول وعرض الوطن .
كما انني توقفت عند حقائب - الحراك - والحقيقة ان الحراك اذا كان له نصيب فيجب ان لا يقل عن نصيب حزب المؤتمر الذي نال حصة الاسد من الحقائب بينما لم يعد حزب المؤتمر ذلك الاسد الهصور، فقد تهلهلت انيابة وتهشمت مخالبة وصار زئيره اشبه بمواء القطط .
فلا تساووا - الحراك- بحزب ناشىء او بحزب كهل متكلّس المفاصل بل ان الحراك بقوة خمسة مليون مؤيد، وله صولته وجولته ومهابته وزلزلته .
وعودة الى التوزيعات فهل نستطيع ان نغير ونبدل الوجوه التي ألفناها ؟ حدق في مجلس الوزراء ستجدهم يحملون تجاعيد السنيين وهموم العمر التي اتعبتهم فبعضهم امضوا في الوزارات سنوات عجاف، وتنقلوا فيها من وزارة الى اخرى وكأن الوزارة حق مروروث لهم شرعا .
هل رأيتم في وزارة اوباما الجديدة وزراء سبق ان تسلموا الوزارة في فترة الرئاسة الاولى ؟
كما ان علينا ان نتوقف عند الوزارة الجديدة التي تشكلت في -السويد- فكلها من الشباب ونصفين بين النساء والرجال ، كما بعض الوزراء من مهاجري الجيل الثاني ومنهم من المسلمين.
و المحك الحقيقي للوزير هو الاداء وليس اللون والاصل والدين بل الاداء والذكاء والفطنة .
قضية مهمة وهو هل بالامكان ان نختصر الوزارات في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوطن ؟ ونجعل من التشكيل الوزاري وزارة انجاز وانقاذ ؟.
قد لا نستغني عن وزارات هامة وحيوية ولكن بعض الوزرات ربما نجعل منها ادارات فقط ونقلص دورها وانفاقها ومنها وزارات مثل المغتربين ويمكن ان تدمج مع الخارجية .
ووزارة الشباب والرياضة تتحول الى مجلس رعاية الشباب وزارة الاعلام تلغى حيث لا يليق في ان تكون هناك وزارة اعلام في دولة ديمقراطية .
ويمكن ضم وزارات كثيرة ودمجها مثل وزارة الاشغال وزارة النقل ووزارة الاوقاف والعدل ووزارة التعليم العالي والفني والتربية .
على ان نعود الى هذا الترف الوزاري بعد ان نصلح او نشفي الوطن من امراضه المستعصية حيث والوطن اليوم في غرفة العناية المركزّة يتنفس عبر اسطوانات الاكسجين الفاسد.
ما نحتاجه من الوزارات هي التي تنتشل الوطن فالرياضة لن نخسر اذا تأخر اعلان وزيرها سنوات فكلنا ما شاء الله لياقة وشهرة.
واليمن في الرياضة فاقت شهرتها ونالت اعلى الميداليات الخشبية ! وما نحتاجه بالحاح وكضرورة قصوى هو وزارة كهرباء بميزانية هائلة ووزارة مياه ووزارة دفاع وخارجية ومالية ونفط وداخلية مثل هذا الوزارات هي التي تسعف الوطن وتنتشله من فنائه المحيق فلا تفحروا ولا تعجبوا لعدد الجمال بل كم من من هذا الجمال التى تحمل الاثقال وتمضي ولا تتعثر في وعثاء الدروب .
بقيت ملاحظة صغيرة وهامة هناك من يقول لنوقف اي مشاريع طرق مطارات جسور انفاق وبناء وتشييد نوقفها مؤقتا ، ونركز على صيانة القائم وتخصيص كل مقدرات الوطن لمشاريع الكهرباء والمياه والدفاع والداخلية والنفط والتعليم فهي التي سوف تغير حياتنا وبشكل لافت وتحررنا من ربق العجز والفناء
ونصيحة لا شك يدركها الجميع في توسعات او انشاء محطات كهرباء فيجب ان تعمل بوقود الفحم نعم الفحم الحجري لنتخلص من استزاف الديزل وتهريبه والتلاعب به ونوفر على الوطن الكثير من الأموال ومن يردد انه يسبب التلوث يأتي الى كندا يراها تعمل بوقود الفحم دون ادخنة او انبعاثات .
كذلك اتركوا حفر الابار وابقوا ما بجوف الارض من مياه شحيحة للمزارعين وللأجيال المستقبل، ولنتوجه صوب التحلية وننهل من التقنيات - الاسترالية- فهي الارقى بل والوحيدة من الدول الصناعية التي تعول على تحلية مياه البحر ، ولديها الخبرات والتقنيات التصنيعية العالية لهذه المحطات ،علما ان محطات التحلية هي من اهم روافد انتاج الطاقة الكهربائية .