المحاصصات المقيتة

 

كلما مرت بخاطري كلمة محاصصة شعرت بالضيق و بفشل المهمة وتعّقدها ، وعادة ما نمثل المحاصصة بتقاسم وظائف شركاء مختلفون -على غير قلب ورب- في ادراة مستشفى يساهمون به .

 

فحين اختلف فريق الشركاء في توزيع المهام او في تحديد شركة متخصصة لادارة شئون المستشفى فكان ان اقدموا على ترتيب المحاصصة بينهم- وجحا أولى بجلد ثوره- وكانت المحاصصة قد افضت الى حل للاطراف المتنازعة ولكن لم توجد حلا للمستشفى والمرضى ، فلقد تسلم المناصب شخصيات لم تعمل في مجال الطب ولا تفرق ابدا بين فيرز وفيروس واذا مرت كلمة الوادي المتصدع يعتقدون انها فالق زلزالي في امريكا

 

المحاصاصات تضع الشخص في قمة عمل لا يعرف عنه ولا يقبل بان يساعده احد في فهم كيفية ادارته! ومن يقبل بالمحاصصة عينه على -رمانة الميزان- في كل عمله الوزاري ومهامه اليومية في الوزارة فمن لا يرتاح لطرحه من الوزراء يهدد بالاستقالة و بقلب الطاولة على الكل.. وكل عمل الوزير ترضيات في ترضيات بل -ومناخشات- عند اللزوم وتستمر هذا التوليفة فقط لاظهار ان الحكومة حكيمة وانها اسعفت وانتشلت الوطن المهيض من السقوط في المهالك، وهم ،هم المهلكة والطامة الكبرى!

 

وعن ذلك المستشفى الذي نكب بالمحاصصة فقد ادر العمليات الجراحية شيخ ليس له في الطب ولا بالحجامة ويأتي الى غرفة العناية المركزة قبل الظهيرة و بدلا من يحمل حقيبته الطبية ويرتدي الجاكت الابيض ويضع السماعات الطبية على عنقه فانه يأتي لابسا للعسيب وبيده هاتف جوال آخر صرعة وصوته يعلو بالشخيط لانه علم ان ابنه هرب من المدرسة بسيارة خاصة وعمل حادث في احد التقاطعات .

 

كما ان مدير الاسعاف والطوارىء كان يعمل مهاجرا في دولة اجنبية ولا يعرف من الاسعاف وادراة لطوارى الا معرفته كما معرفتي بجغرافية -المريخ- وهو دائم الحركة مثل ام العروسة -فاضية ومشغولة- وكلما يشاهد ممرضة جميلة يسالها هل انت متزوجه وعندما تخجل من الرد يلاحقها ليقدم لها رقم هاتفه الخاص وكلها ارقام من ابو سبعة مكرر . وبقية فريق المستشفى من هذه العينات الكارثية .

 

المحاصصة طبخة مذقة يطبخها طباخ صيني وامريكي وياباني وتركي ويأتي اليمني ويمزجها بالبرعي والحلبة وبعض اليانسون المفيد للخصوبة، ثم يعلط الخليط في حرضة ويقول لهم كل واحد من طرفة يلحوس !وبالهناء والشفاء .

 

المحاصصة على وطن مثل اكل اموال الايتام سحت. ومثل مصادرة اموال الوقف وهي خيانة انسانية ووطنية تهتز لها اعمدة الثورة بل وتسري وتصيب من يسمعها بقشعريرة على امتداد العمود الفقري حتى تشل العصعوص. تحاصصوا تفشل ريحكم جعل الله تشلكم- ريح صرصر- وتريحنا من همكم كلكم - فهمه رطل ما يفهم وقية- .

 

الوطن جثة مسجاة ميته والمحاصصون يغسلوه على سرير حبال ويقلبوه هذا يغسل الراس وهذا يصب الماء البارد وهذا يرفع ساق وذاك يشفط الماء من الظهر ولما خلصوا الغسيل قال لهم كبير الكهنة صبوا عليه -اسيد- لانه مصاب بمرض ابولا . حرقوا الرجال لكن قريبة قال لقد حرق بنار الدنيا وهذا الاسيد الكاوي طهور له رحمه الله وطيب ثراه..حطّاب بالدنيا ومقرمد بالآخرة .

 

نسيت اخبركم عن المستشفى لقد اغلقوه بعد ان تخاصمم المحاصصون وقرروا تحويله الى فندق الجمرة للقات والسمرة