لا افهم كثيرا في تواريخ الثأر والأنتقامات ، ولكنني اتوقع ان الذي وقع او حدث وتكشّف اليوم في الوطن هو حقيقة صادعة لم تكن واردة في ذهن اي مواطن بل وفي ذهن اي من جاهبذة ومحللي السياسة في الوطن وخارج الوطن ، حيث واننا نرى ان انصار الله قد اثبتوا انهم الرقم الصعب في اي معادلة سواء اليوم او في الغد ، وانهم يتعلمون من هزائمهم اكثر مما تعلموا من إنتصاراتهم الساحقة ، والنصر الذي تحقق للحوثيين كان باجابة مقتضبة هو بسبب تراكم اليأس والقنوط لدى عامة الشعب واجهاض آماله في ان التغيير الذي كان ينشده الشعب تعثر ركبه منذ اكثر من نصف قرن بسبب -أبولا- المفاسد التي خنقت شعبا فقيرا بريئا واجهزت عليه دون رحمة او شفقة
وفي وسط هذه الدياجي والعتمات سطع نجم - الانصار- وهم اليوم قادرون على الثبات اذا ادركوا التالي: ان التمذهب نكرة على الوطن ، بل وهي الحالقة . وان الانتقام سيؤدي الى انتقام آت اشد وأعتى، ولو بعد حين، وان الزهو والعزّة بالنصر ليس سوى لحظة وبعدها تكر عليك الملامات وتجد نفسك محاصرا بالامنيات والوعود والعود التي قطعتها للشعب وذهبت بعد الانتصارات ادراج الاعاصير!!على ان الاحتكار لحكم او سلطة كارثي ومُخيف . وان الوطن لا يقوضه الا احتكار الحاكم للحقيقة واستدامة الرُشد به وبمن يحمل ارومته ، وهو الخطاء القاتل فمن استفرد براية ضل ، وان الشورى هي سر النجاح واستلهام الصواب
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة _- فان الخوافي قوة للقوادمِ وحقيقة الأمور ، ان الذي يسعى الى التقدم والفوز بالحكم يمثل نفسه وطموحاته، فاذا انتصر وحكم، فهو يمثل الوطن كل الوطن بكل اطيافه ومشاربه والوانه . فالحاكم يحكم الشعب كل الشعب ، خصم ومؤيد وحليف ومعارض وعاقل ومضلل .ويجب ان يتخلى الحاكم عن لونه الخاص ،طالما وهو يمثل الوطن ، ويصبح بألوان طيف الوطن كل الوطن . والاهم بل الحقيقة وليس سواها ان انصار الله اذا استمعوا وتقبلوا بسعة صدر استمعوا الى اللوم والعتب من الصديق والخصم والمعارضة فهم هنا سوف يتداركون انفسهم بل ووسوف يتداركون الوطن الذي تعذب لاكثر نصف قرن وهو يعيش هواناته ويلعق جراحه النازفة، ويبكي من فعائل حاكم ظلوم غافل ، ضيعة صغيرا وحمّله دمه كبيرا .