أخبرني صديق كان مسؤولا بارزا في احد محافظات الجنوب عند اعلان الوحدة بين الشطرين ،اخبرني وقال كنت حاضرا عند تسليم عهدة محافظ جنوبي موثوق ، بعد ان قدم استقالته من مهمة محافظ ،في محافظة جنوبية وكان ذلك بعد الوحدة مباشرة .
وأفاد طلب منا المحافظ المستقيل ان نعد بيانات جرد لكل من المبالغ المودعة لدى البنوك للمحافظة وكل الاموال التي في الصندوق من مبالغ بكل العملات مع السلف التي صرفت لبعض الموظفين وكذلك بيانات عن المخزون في المستودعات والمخازن وبيانات عن المتوفر من القرطاسية والاجهزة والحواسيب وألات حاسبة ، وكذلك كل اجهزة ومعدات ثقيلة وخفيفة واسلحة وذخيرة وكل شيء تحت مسؤلية المحافظ واضاف امضينا اسبوعا نعدها ونراجعها وتتفحصها وتراجعها اللجان ثم وقعنّا عليها ولم يبق الا توقيعها بالاستلام واخلاء العهد من المحافظ الجديد
واستطرد وقال ، وفي يوم قدوم المحافظ الجديد وبعد تناوله لوجبة الغداء في ديوان المحافظة ، وبداء يعد نفسه للمقيل ، حيث اخبره المحافظ المستقيل وقال -انا لا اخزن ولكن سامضي الوقت معك لاجيب على اسالتك ونراجع بينات العهد لتوقيعها من قبلكم -.
فوجهه المحافظ الجديد بان يبعث من يشتري له القات وكذلك لكل حراساته ومرافقيه فقال بامكاني ان ارسل لكم من يشتري لكم القات فقط سلموه المبلغ
فحانت من المحافظ الجديد لفته سخرية وقال انا محافظ ! وتريدني ان اشتري القات على حسابي ؟؟!! فلم يرد عليه المحافظ المستقيل ،ولكنه فقط طلب منه ان يوقع على عهدة الصندوق وبعدها بتصرف بالاموال كما يحلو له فناوله العهدة فقراءها وكانت ليست التي تختص بالمبالغ النقدية بصندوق وخزنة المحافظة ، بل بالخطاء ناوله بيان وعهدة المطبخ والصحون والملاعق والاواني والقدور! فتطلع اليها المحافظ الجديد وقال -انت شكلك فاضي تكتب بيانات بملاعق وصحون المحافظة- فقام وهو يضحك ومزقها امام الحضور وكان رد المحافظ المستقيل نحن تربينا على هذا ولكم ما تربيتم عليه
ذلك النوع من المحافظين والوزراء القدامي انقرض من الجنوب والشمال ، وساد وهذا النوع من الوزراء والمحافظين والمسؤول - الآفة - حيث تشبث وصمد واشترى الذمم واستحوذ على كل المقدرات ، لانه - طاهوش ناهوش- يقتات ويقرض كل شيء امامه وحوله ، لهذا كاد الوطن ان ينقرض .
هل سارى اليوم من يتمَّثلون بهذا المحافظ المستقيل الذي اعرفه شخصيا وهو من حضرموت .اعطني رجال دولة أُمنَّاء يخافون الله ويصدقون القول ، اصنع لك وطنا خاليا من الاحقاد والاحزان والمظالم ، وطنا تتباهي به، لا وطنا كلما ذكرته انتابتك الغصات والتنهدات ومشاعر الهوان .