لست بصدد ان أقرأ الطالع والابراج، فيكفي الانسان المتابع ان يلمح من بين غبار الأحداث المتصاعدة في صنعاء، أن يلمح المسارات وخطوط العرض والطول التي رُسمت على خارطة الطريق الوطني، حيث وان الامور واضحة وجلية و تمضي نحو - وضع اليد- من قبل -انصار الله - على كل من صنعاء وبقية المحافظات ،كل المحافظات الشمالية وهم بهذا قد حققوا الكثير، وقَبلَ بهم الكثير ولديهم الحكمة والدراية والقيادة الواعية والانضباط المثالي ، ما يؤهلهم الى ذلك .
ولقد ترسخت لنا هذا القناعات ، لاسباب كثيرة، منها أن انصار الله يرفضون ان يكون لهم الصوت - الخفيت - في ادارة شئون الوطن بل لهم الصوت العالي والسطوة الكاسحة التي ترفدها القوة والتصميم والحشد والتوق الى احداث متغير على ارض الوطن بشكل ملفت وصادع وغير مسبوق .
والذي يتابع الاحداث وما تتناقله بعض الصحف الخارجية سواء العربية او الاجنبية عن الاوضاع في اليمن بل والارهصات والظروف التي تتخلق على الارض ، يتاكد له من خلالها ان الاوضاع ليست متوقفة عند مشاركة او تقاسم او حصص ومحاصصة!! ، فهذا امر كما يبدو قد تجاوزوه -انصار الله - بمراحل ولم تعد تلك الأمور من اهدافهم او قناعاتهم او خططهم واجنداتهم .
ليس - لانصار الله - قسمة او حتى نصيب الأسد فلهم الكل وليس لاحد ، من نصيب في هذا الكل وهم كما يبدون ويتعاملون ويفكرون كاصحاب القضية واصحاب الارض ولهم فيها الحل والربط ، وليس لهم في الارض اليوم حيزا او مكانا محددا فهم يتموضعون في كل المواقع ، في العاصمة كلها وفي كل المرافق ، في الوزارات والبنك المركزي والمطارات والامن القومي ووالامن المركزي بل وهم على تماس مع القصر الجمهوري وهم اليوم يتموضعون ويتمددون في كل الارض .
وعن ما عبّر عنه الناطق الرسمي باسم انصار الله السيد -على ناصر البخيتي- والذي اوضح اعتراضهم التام على تعيين الدكتور- بن مبارك- رئيساً للوزراء ، بعد تعيينه من قبل الرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وبقرار جمهوري ، مِثلُ هذا الاعتراض ، يعيدنا الى المربع الاول، ويخلق حالة فراغ قانوني و تصادم نفوذ ، ولا يعني ذلك كما اتصوره انفراط الأمور بل ان الجميع يتوقعون حلولا توافقية رشيدة وواعية وعقلانية وبرعاية دولية ، تفضي بالخروج من المأزق بسيطرة انصار الله ورحيل القيادات الجنوبية.. وعز - هادي- بلاده .
* كندا - برانت فورد