مع إحتدام الصراع الطائفي اليمني السني / الزيدي وكذا السني البيني بين شوافع صوفية وحنابلة وهابية وشوافع متأثرين بمنهاج الأخوان المسلمين وهي مرحلة تلت مرحلة الثورة الجنوبية التي لم يكن العنصر الطائفي موجه لمسيرتها النضالية وكنتيجة حتمية للثورة الجنوبية تنازل اليمنيون عن قمة السلطة وبعض الوزارات المهمة كوزارة الدفاع وغيرها التي لو لا الثورة الجنوبية لما رضوا بالتفريط فيها ليس لليمنيين الشوافع بل للجنوبيين المهزومين في حرب صيف 1994م.
اليوم وبعد إشتداد الحروب المذهبية الدينية بالمنطقة بدأ الفرز سريعا باليمن ولا إمتداد له بالجنوب ولكن نجد صراع جنوبي بيني مختلف عما هو باليمن فقد كان الصراع اليمني سريع التطور وصولا لحالة الاحتراب فالحوثية تكتسح المناطق الزيدية سريعا لتربط الجوف ومأرب بآخر نقطة جنوبية يتواجد بها المذهب الزيدي وهي رداع وبذلك تحقق دورة سريعة لتربط الجنوب الزيدي بالشمال بصعدة بحركة إلتفافية سريعة.
لقد إستعاد الزيود توازنهم بسرعة وخلال فترة وجيزة بعد أن ضن الجميع أنهم فقدوا الريادة وزمام الأمور باليمن إلي غير رجعة بعد خروج الرئيس السابق صالح فالحركة الزيدية ظلت تحكم اليمن طيلة قرون عديدة وكانت الريادة دوما لحاشد ولا فرق كثير بين حاشد وبكيل ومذحج .
فبالثورة الأولى المسماة ثورة التغيير فقدوا زمام المبادرة ولكننا نجدهم خلال الثورة الثانية إستعادوا زمام ما فقدوه وهم اليوم ملتفين بكيان ثوري منتصر يقودهم سيحققون ما سلب منهم في الثورة الأولى .
ومما تقدم نقول لإخواننا الجنوبيين بصنعاء سينصاع اليمنيون بالجند للقادم من الشمال وستحملوننا معكم العبء الأكبر وستحملون الجنوب الكثير فوق طاقته وسيكون من هم اليوم حلفائكم بالجنوب غدا سيكونون عليكم وعلينا ونكرر أنه سيتوجب علينا إعادة صياغة الماضي بثوب جديد غير ثوب حوشي وجبهة 13 يونيو وكذا الجبهة الديمقراطية إذا لم تتوازن الأمور ولن يكون هذا إلا بوجود جنوب قوى متعافى .