“أمنا الغولة” شخصية ثقافية من التراث المصري، وتستعملها الأمهات المصريات لتنويم أطفالهن بإخافتهم، وهذا كان في البداية ومع الزمن تحولت هذه الشخصية إلى أمل بحصول أي شيء يتمناه الإنسان، كأن تقول الأم مثلاً لطفلها سأقول (لأمنا الغولة) أن تحضر لك لعبة جميلة كمكافأة له إذا أكمل الأكل كله، ثم تطورت بعد ذلك بأن يقول شخص لآخر “هذه من حكايات أمنا الغولة” ليثبت بذلك أن الكلام الذي قاله المتحدث غير صحيح وغير منطقي.
أردت من هذا أن أثبت ما وصلت إليه مخرجات الحوار حتى أصبحت تشبه الخرافات التي لا تصدق، ولنبدأ من الأول، عندما أعلن عن قيام مؤتمر الحوار حصلت مشادة بين الناس وبين أعضاء الحزب الواحد أو التكتلات الاجتماعية وحتى منظمات حقوق الإنسان ومشايخ القبائل، والكل يريد أن يشارك لأنهم اعتقدوا أن المؤتمر هو الطريق الجديد للوصول إلى السلطة وكراسي الحكم والغنى الفاحش، ولكن شيوخ القبائل المشاركين في المؤتمر صدموا عندما منعوا من الحضور إلى المؤتمر بحجهم وحجيجهم وحراسهم المدججين بجميع أنواع الأسلحة، وزعلوا أكثر لما قيل لهم إنهم متساوون مع عضو المؤتمر الذي يحضر بتكسي أو بباص عام من الباصات الصغيرة الجوالة، وفاز قادة الأحزاب السياسية بمركز رئيس، وهو رئاسة المؤتمر، وحضر المؤتمر بعض النساء اللاتي كن يحضرنه كأنهن ذاهبات إلى حلقة زار لإخراج الجن والعفاريت، وحضره أيضاً بعض من الفاسدين السابقين واختفوا عن عدسات كاميرات التلفزيونات وميكروفونات الإذاعة بالجلوس في الصفوف الخلفية وفي الجوانب.
وبعد خمسة أشهر من الأكل والشرب وقبض الدولارات، وأنا هنا لا أحسدهم وإنما أروي واقعا حصل، وبعد خمسة أشهر استعرض فيها البعض قدراته في المطالبة بالحقوق وعينه على أهل مدينته أو قريته أو قبيلته ليقول لهم “شفتم عملت أيش”.. وبعد خمسة أشهر خرج المجتمعون في فندق موفنبيك بكتاب مطبوع بطريقة فاخرة قالوا إنه يحتوي مخرجات الحوار، وبعد الاطلاع عليه بقراراته وجدنا أنه مشابه للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي لاينفذه أحد ولا تعمل به أغلبية الدول.
ومن أول يوم من إعلان مخرجات الحوار تعاملت أجهزة الإعلام الحكومية من تلفزيون وإذاعة وصحف معها كأنها دواء “أبو فاس” يعالج جميع أنواع المرض.. فهذه المخرجات هي التي ستعالج مشاكل الكهرباء ومشاكل حروب الأخوة الأعداء ومشاكل الطرق بين المحافظات ومشكلة الفقر والجوع، ومشكلة التموين.. المهم كل المشاكل التي عانينا منها لمدة خمسين سنة.
أخيراً أيها الناس أريد أن أقول لكم إننا منذ أن قام أبناؤنا الشباب بالثورة على الظلم والفساد زادت معاناتنا وأصبحنا أسوأ من الأول، فقد تعطلت أجهزتنا الكهربائية في المنازل من إطفاء الكهرباء المستمر، ولقد زادت أسعار ما نأكل وزاد فقرنا، وأنا أقول لكم بالعدني الفصيح “لا نريد أن تحكوا لنا محازي”. واللهم احفظ عدن.. آمين يارب العالمين!.
* الأيام