القضية الجنوبية وفرص التوافق السياسي

2014-06-23 04:31
القضية الجنوبية وفرص التوافق السياسي

عبدالله باعلوي

 

من المهم ان نتذكر دائماً ان اي ازمة او خلاف ساسي يجب ان يؤدي الى تطور في الفكر والممارسة لا ان تطحننا الخلافات السياسية بتأزم العقول التي تجعلنا نراوح المكان ، فعندما يتمحور الخلاف السياسي حول ضرورة وجود قيادة موحدة تكون معبرة عن القضية الجنوبية وثورة شعب الجنوب العظيمة وبرؤية موحدة تخاطب بها الاقليم والعالم ، ويترافق ذلك الحراك او الفعل السياسي مع وجود زخم جماهيري لشعب الجنوب في كل الساحات والميادين وبأساليب وآليات نضال سلمي مبنية على هيكل تنظيمي موحد يضمن استمرارية الفعل الثوري المؤدي الى تحقيق هدف التحرير والاستقلال ، فلابد ان يؤخذ بعين الاعتبار هنا الى ان الخلاف السياسي من المهم ان يتجاوز اي شخصنة او قيادة بعينها او مكون سياسي الى قضية وثورة بحجم وطن ، قدمت في سبيلها الكثير من التضحيات الجسام ، ومن المعيب الاستخفاف بتضحيات شعب حتى يظل البعض يدير رحى الخلافات على قضايا يكاد الجميع متفق عليها بغرض ثمة تحفظات تبدو في ظاهرها غير منطقية و لا مقنعة ، بل وليس هناك متسعاً من الوقت لاستمرار العك حولها وضياع الكثير من الجهود التي تم انجازها خلال الفترة الماضية لتوحيد الصف الجنوبي وتوحيد كلمته.

 

ان الخلافات السياسية عندما تتعلق بقضية وطن ، لابد ان ينظر لها العقلاء السياسيين نظرة امل وتفاؤل من منظار ان تلك الخلافات مهما كان حجمها فأنها تبدو صغيرة في سبيل النضال من اجل قضية وهوية وطن وتحقيق التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة ، ومن ذلك المنطق علينا ان ندرك ان خلافاتنا السياسية حلها يكمن في يد القيادات الجنوبية لا سواها اذا احسنت تلك القيادات ادارة الخلاف السياسي بشكل صحيح وعقلاني ومسؤول ، وفي غنى عن القول ان نذكر ان خلافاتنا السياسية يجب ان تكون من اجل الجنوب لا التسابق على الجنوب ،وعلينا ان نستفيد ونتعلم من دروس وعبر الماضي ، فالتاريخ يقدم لنا عبراً ، والمستقبل يتوقع منا استجابة ، والتاريخ يقدم لنا دروساً والمستقبل يتوقع منا التعلم ،غير ان ذلك لن يتم إلا بمصداقية في القول والفعل وحسن النوايا، وابعاد الاذان قليلاً عن أولئك الذين يتفننون في التهويل والتأويل لكل حدث وحديث لجرنا الى ادارة خلافاتنا بالأزمات ، وذلك يعني بكل بساطة ضياع وموت القضية الجنوبية لا قدر الله .