من كان يتوقع شيخ قبلي مثل محمد ناجي الشايف في يوم من الأيام يغامر ليقف نداً أمام المخلوع علي عبدالله صالح محذراً إياه من تماديه في استثناء الجنوب والجنوبيين من كل شيء كان ذلك في أعوام قليلة بعد الحرب الظالمة التي شنها المخلوع على الجنوب ، في حين عم الصمت الجميع تجاه ما مارسه ويمارسه المخلوع حتى الآن تجاه الجنوب .
في الوقت الذي كان مشائخ صنعاء جميعهم يؤيدون صالح ويتفاخرون في كل الخطوات التي كان يقدم بها تجاه الجنوب برز صوت الشايف كواحد من الأصوات العقلانية التي كانت تعترض على كثير من الممارسات والتي أوصلت اليمن إلا ما هو عليه اليوم ، ولو كان استمع صالح لتلك النصائح وابتعد عن تهور وتصديق كل من كان يقوده إلى النهاية لكان اليوم في منأى عما يحدث اليوم .
اليوم الرجل يكرر فعلته ويقف بكل قوة مسانداً الرئيس هادي في السير باليمن إلى بر الأمان، غير ابه بكل المحاولات اليائسة التي يقدم عليها المخلوع الذي يحاول الإطاحة بحكم هادي وجر البلاد إلى مستنقع العنف عبر تفجيره للوضع لمرات عديدة وفي اماكن مختلفة ، وسوف تسمعون قريباً عن التحام الشيخ الشايف بمسيرة الرئيس هادي تاركاً عفاش مغرداً في سربه وحيداً..
يقدم محمد ناجي الشايف نفسه كواحداً من المشايخ الذين يتمتعون بشخصية قيادية لها وجهة نظر خاصة ،بعد إن ضل الجنوبيين يعتبرون المشايخ مجرد ملحقيه للقبيلة ، وها هو الشايف يثبت العكس أمام واحداً من ابرز الحلفاء السياسيين مقربة منه ، ويثبت للجنوبيين أن هناك مشايخ شماليون وقفوا مع الجنوبيين في مراحل مبكرة لكن الكثيرون لم يكن يلتفتون لأصواتهم ، ويعتبرونها مجرد أصوات نشاز لا أكثر ..
كان الشيخ الشايف -كما تحدث عنه هذه المواقف الكثيرون - ينصح صالح بشكل مستمر ومبكر من سياسته التي كان يتخذها تجاه الجنوب ،ولكن الأخير لم يكن يفهم تلك النصائح والتحذيرات من شيخ عرف عنه الكثير من الصفات التي قل ما يمتلكها شيخ شمالي بصنعاء، وهاهو (صالح) اليوم يدفع ثمناً غالياً نتيجة تجاهله نصائح مجانية كان يقدمها له الشيخ ناجي .
قبائل بكيل ضلمت بسبب انحياز الرئيس المخلوع لقبائل حاشد ولم ينال أبناء بكيل المكانة نفسها في السلطة والثروة مقارنه بمكانة حاشد .
أن من ينظر اليوم إلى مديريات برط الثلاث وبرط العنان وبرط رجوزة وهي مسقط رأس الشيخ "الشائف" سيجدها لم تحظى بأي نصيب يذكر من خدمات الدولة بل أن محافظة الجوف كلها تقع خارج تغطية مشاريع الدولة وكانت وزارة التخطيط وبتوجيه من المخلوع تنقل مشاريع محافظة الجوف إلى المحافظات الأخرى ..
أسوأ الفترات التي جرى حرمان الجوف فيها من كل خير الوطن في الشمال كان فتره عبد الكريم الارحبي قريب الرئيس المخلوع .
علي عبد الله صالح وبحكم طبيعته الحاقدة أشعل نيران الثارات بين أبناء الجوف وكانت معسكرات المخلوع تصرف الاسئلحة للقبائل المتناحرة بل أحيانا كان يقوم المخلوع بصرف السلاح للأطراف المتناحرة في الجوف من المكان والمعسكر نفسه ..
حقد الرئيس المخلوع "صالح" على الجوف وصل إلى محاولته إثناء الثورة الشمالية على تسليم الجوف للحوثي وهذا ليس الحقد الأول له على المنطقة فقد منع المخلوع "صالح" شركات النفط من التنقيب على النفط في صحراء محافظة الجوف حتى لا يكون لدى أبناء الجوف عامه وبكيل خاصة ثروات طبيعية يقايضون بها السلطة لذلك وبمجرد طي صفحة الرئيس المخلوع تسارعت الشركات للتنقيب عن النفط والعمل في الجوف
ما تزال البلاد بخير طالما وهناك مشايخ عقلاء مثل الشايف ،يعملون لمصلحة الوطن ويعلونها فوق المصالح الشخصية ، وبدون تردد ينحازون لخدمة الوطن ولا يبالون بالأسماء التي رفضها التاريخ وطواها ، والتي ما تزال تعول ‘على العودة مجداً من بوابة التاريخ الخلفية ، ولكنهم يدروكن أن مصيرهم الفشل ، ومصير الوطن النجاح والوصول إلى تحقيق كل المستحيلات ، حتى تحقيق الأحلام التي ظل اليمنيون في الشمال قبل الجنوب يحملون في تحقيقها لبناء يمن جديد يتسع لجميع أبنائه