شعور مؤلم ومرتبك ومتناقض انتابني وانا اطالع في أحد المواقع الإخبارية خبرين كل واحد منهما مستفز وموجع بطريقته.
يقول الأول ان ثمانية مجندين أغلبهم ان لم يكن جميعهم من الفقراء والمسحوقين ،من ساكني منازل الصفيح على ضواحي عدن قد قتلوا في هجوم استهدف حافلتهم صباحا فيما أصيب تسعة آخرون البعض منهم في حالة خطرة.
فيما يكشف الخبر الآخر وهو عبارة عن وثيقة رسمية عن استلام محافظ عدن وحيد رشيد مبلغ يقترب من المليوني ريال وبصورة غير مشروعة من شركة مصافي عدن يمثل دعما شخصيا يقدم للمحافظ من الشركة ونسب الخبر الى مصدر في المصافي قوله ان اجمالي ما استلمه رشيد من المصفاة حتى الآن بلغ اكثر من خمسين مليون ريال منذ تعيينه محافظا لعدن في العام 2012م.
حسب علمي ان قتلى حافلة مستشفى باصهيب ليسوا سوى من المسحوقين الذين لا يملكون قيمة أجرة المواصلات الى مقر عملهم في التواهي فيضطرون الى ركوب حافلة متهالكة تمر بهم في جولة حول المدينة وعبر الأزقة والحواري حتى ان مشوار النصف ساعة يأخذ منهم أكثر من ساعتين ،وهنا مبعث العجب عما يمكن ان يستفيده الواقفون خلف هذا العمل البشع من قتل عمال نظافة وخدمات، وأي رسالة يمكن ان تصل الى الدولة والمجتمع من استهداف اناس بهذا الحال.
ان تباشر صباحاتك المرتبكة أصلا على أخبار نهب لا يخجل ،وقتل لا يرحم فذلك لعمري ،أعلى مراتب التعاسة ،والوجع ، وجع يشحنك بغضب لا حدود له على دولة قادرة على حماية اللصوص والدفاع عنهم وعاجزة عن حماية المواطن الفقير الذي يقتل على قارعة الطريق وفي يده قرص خبز ناشف هو كل ما يتناوله كوجبة افطار في صباحه.
هي دولة لا تستحق مسمى الدولة هذه التي توفر الغطاء والحماية ، لناهبي المال العام ، بوضوح وبمراسلات رسمية ، وتعجز عن ضبط قتلة يطلقون رصاصاتهم في وجوه الأبرياء وسط شارع عام ثم يمضون إلى حال سبيلهم بهدوء وثقة كثقة اللصوص في نهب فقراء هذا البلد المسحوق.