‘‘ الحسم‘‘ سلاح فتاك لدى الرئيس

2014-06-12 05:17

 

لاشك ان  أي  رئيس  يتميز عن غيره بميزات خاصة في التعامل مع القضايا السياسية او الأحداث الناشئة، وذلك يعود لعدة عوامل  ذاتية وموضوعية،  لتطغى في الأخير هذه الصفة أو  تلك على  تعامله  مع الاحداث في السلم أو الحرب.

 

تشير الاحداث التاريخية إلى ان عدد قليل من الرؤساء العرب  تميزوا بهذه الصفة، وكانت احد ابرز اسباب نجاح ادارتهم لشؤون بلدانهم ، في ما كان غيابها عند غيرهم من الرؤساء سبباً سلبياً في اداراتهم،   وعدم صمودهم امام احداث  بسيطة يمكن احتوائها بسهوله  وبأقل كلفة.

 

استعراض هذه العوامل ليس من باب المديح او الذم ، وإنما لمعرفة الاسباب  والأدوات التي كانت سلاحاً فتاكاً بيد اولئك الرؤساء للحفاظ على مصالح شعوبهم، وإحباط المؤامرات وإجهاض محاولات الانقلابات في فترات قصيرة، لتجنيب مجتمعاتهم هذا السلوك  المرفوض للوصول إلى السلطة التي بها  وصلوا  اليها ، ويحملون اليوم من خلالها العودة اليها ثانيةً دون أي اعتبارا لإرادة شعوبهم  او المتغيرات  الدولية التي باتت تمنع وترفض انتهاج مثل هذه الممارسات الموروثة من الانظمة الديكتاتورية.

 

المتابع لأداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيجد انهً يتميز عن غيرة بصفة (الحسم السريع ) للتعامل مع الاحداث الناشئة بعيداً عن اسلوب المراوغة التي تميز بها سلفه.

 

تشير وقائع الاحتجاجات والتحريض على التظاهر التي شهدتها  العاصمة صنعاء، وما رافقها من اعمال لتهييج الشارع  وتحفيز المخربون لتدمير ابراج  الكهرباء، وأخرى للإثارة  والتحريض، وما سبقها من تهيئة إعلامية  ولوجستيه. إلى ان هناك من كان يقوم بالتخطيط للانقلاب  على السلطة في اليمن ، وتحويل هؤلاء النفر المهرجون في الشوارع  لتوفير الغطاء لهذه الاعمال تحت مسميات (ثورة) على غرار  ما حصل  في مصر،  التي تم محاولة استنساخها اكثر من مرة  في اوقات سابقة، ولم يكتب لها النجاح  لعدم توفر العوامل والظروف  والمناخات المواتيه لنجاحها .

 

هذه المرة تسّيد شعور الثقة بنجاحها مسبقاً لدى المحرضين عليها، وفي تقديري انها كانت ستنجح لولاء مقابلتها بالحسم السريع للسيطرة عليها من قبل  فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حفظه الله، حين اتخذَ  قرارات سريعة بالتعديل الوزاري ليضع بذلك حداً لهذا التطاول الذي خطط لتنفيذه في صنعاء دون غيرها من المدن. كما أن اختيار المكان يسقط فرضية مبررات دوافع الخروج للشارع بأنه يرجع لانقطاع التيار الكهربائي، وهنا لن  تصدق  رواية دوافع وأسباب خروج المواطنين في صنعاء للتظاهر ، دون ان يخرج المواطنين  الاكثر تضرراً من الانقطاع  في بقية ألمحافظات،  ممن يذوقون عذاب الحر الشديد في محافظتي الحديدة أو عدن..  وهذه الاكذوبة  ان مرت علينا اليمنيين، فإنها لن تُمر  على المتابع الخارجي، ولهذا سرعان ما بادر الخارج بإعلان موقفه منها وكان اولهم وزير الدولة البريطاني لشئون التنمية الدولية آلن دنكن.

 

بالحسم اسقط الرئيس الرهان الخاسر لأولئك الموهومون بالعودة للسلطة،  وبهِ ايضاً جنب الشعب مصائب هذه العصابات التي دأبت على مغالطة الشعب اليمني طوال الفترات الماضية بمحاولاتها تنفيذ كثير من الانقلابات التي واجهها الرئيس هادي، التي بنفس السلاح الفتاك (الحسم) أسقطها في العرضي والسبعين وغيرها من المواقع .

 

هنيئاً لشعبنا ولوطننا هذه القيادة الحكيمة الحريصة على استقراره ، التي بمواقفها الجسورة والحاسمة،  تؤكد عدم سماحها لأيً كان جر الوطن  إلى  منزلق لا يحمد عُقباه، ومواصلة جهودها  للحفاظ على الوطن وإنجاح التسوية السياسية، وننصح أولئك بالكف عن هذه الاساليب والممارسات، التي لم تعد مجديه، ولم يعد لها قبول شعبياً وإقليمياً ودولياً بعد صدور القرارات الاممية وعليهم ان يقرءوا جيداً تصريحات وزير الدولة البريطاني لشئون التنمية الدولية آلن دنكن والاستفاده من مضمونه.

[email protected]