الشرعية الحقة هي شرعية الشعـب والوطـن!

2014-06-05 12:37

 

هناك من فهموا مخطئين حاجة الشعب الجنوبي إلى "التصالح والتسامح" الذي فرضت عليه مساوئ ونكبات السياسات الصبيانية المغامرة ولما يعاني منه اليوم كل الجنوبيين على حد سوى .. من قبل من تولوا "بالقوة" فرض وصايتهم عليه منذ عشية ألاستقلال عام 67م ممن ادعوا حقهم في ذلك ب"شرعية الثورة" وأقصوا "قهريا وقمعيا" غيرهم من القوى السياسية الجنوبية الأخرى .. ممن شاركوا في صناعة فجر الاستقلال .. وشردوها ومنعوا عليها ممارسة العمل السياسي .. وتفردوا "بالقوة" السيطرة وفرض وصايتهم على هذا الشعب الطيب والسموح .. وواصلوا "لعبة" سياسة القمع والعنف والتخوين التي مارسوها مع الآخرين .. على بعضهم البعض حتى أكملوا بعضهم البعض وكل منهم يدعي "الشرعية" حتى اليوم.

 

هذا الفهم الخاطئ لمبدأ "التصالح والتسامح" اوجد اعتقاد خاطئ , عند البعض .. في انه اعتراف بشرعية "زعامة" زيد أو عمر.. غير مدركين أن من يعتقد أن مبدأ "التصالح والتسامح" هو مجرد صك "غفران" عن خطاياه وحقبة عهده ويعطيه الحق في عودة "زعامته" لم يدركوا أن هذا الاعتقاد الخاطئ يعطي الحق أيضا لأولياء "الضحايا" بـ"مشروعية" تمسكهم بحقهم في محاسبة هذا الزعيم "الشرعي" أو ذاك الذي يعطي لنفسه الحق بعودة "شرعية زعامته" الزائفة ويمنع "شرعية" الحق البين على ضحاياه !

 

لأن اختزال "التصالح والتسامح" بالغفران عنهم والاعتراف بشرعيتهم المطلقة الزائفة وعودة ماضيهم وزعامتهم البليدة .. يعني "شرعنه" وتمديد جديد ومؤشر قادم بإعادة إنتاج ماضيهم السلبي وجرائمهم التي لا تحصى ولا تعد ! فأي "تصالح وتسامح" هذا ؟!

 

التصالح والتسامح سلوك أنساني راقي لكن لا يعني أن أعطيك صفة الاعتراف بعودة "شرعية" زعامتك المزيفة لقاء سكوتي عن حقي الشرعي والقانوني المنتهك!

 

تجربة جنوب أفريقيا "أنموذجا" فقانون العدالة الانتقالية لم يفرض على "السود" الاعتراف بحقوقهم لقاء السكوت عن جرائم "البيض" وعودة حكام ونظام الفصل العنصري ثانية إلى السلطة!

 

التصالح والتسامح هو مطلب سياسي ووطني واجتماعي مترابط تتطلبه وتفرضه الظروف التي يعاني منها كل الجنوبيين (قيادة وقاعدة).. غير مختزل أو مفصل على (زيد دون عمر) .. أو مزمن (من - إلى) التصالح والتسامح .. يعني شعبيا "قطيعه مع الماضي السياسي وصراعاته الأليمة إلى ما قبل 1967م" .. فأن أي حديث عن (الشرعية) لا يعني اعتراف (بشرعية) زعيم دون آخر أو حقبة زمنية دون أخرى .. مع أن ذلك يتعارض كلية وميثاق العهد الدولي وحقوق الإنسان الدوليين .. فشعوب العالم تحاسب اصغر موظفيها على ابسط إخفاق "مهني أو وظيفي" فما بالكم بمن انتهكوا وارتكبوا جرائم جسيمة وأساءوا استخدام الوظيفة والسلطة وتسببوا في نكسات ومآسي كبرى وأضاعوا ودمروا (شعب ودولة ووطن وثروة) الخ .. وما زالوا في غيهم وغطرستهم وغرورهم, واليوم يطلون علينا برؤوسهم الخاوية معلنين تمسكهم بحقهم في "الزعامة الشرعية" المزيفة والوهمية .. وكأن شيئا لم يحدث؟!

 

أليس ذلك يعد قمة الغباء السياسي في الاستهتار بتضحيات وإرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره .. وتحرره من وصايتهم الاستبدادية المطلقة؟!

 

بتصرف استعرت هذا العنوان (الشرعية الحقة هي شرعية الشعـب والوطـن) من مقال الكاتبة القديرة الأستاذة "شفاء الناصر"وتعقيبا على مقالها الرائع الذي نشر يوم أمس على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".

 

نعم أستاذة "شفاء الناصر" نؤيد طرحك العقلاني والمتزن في أن (الشرعية الحقة هي شرعية الشعـب والوطـن) فهل يتعظ هولا المهووسون الأغبياء ويفيقوا من سكرتهم الصادمة ويقلعوا عن عادة "الوصاية المطلقة " على شعبنا .. وعنجهيتهم في الاستهتار بعقول الناس والضحك على الذقون .. والاستخفاف بإرادة  الشعب واستقلال قراره وحقه في تقرير مصيره ؟!

 

[email protected]

ناشر ورئيس تحرير موقع "عدن الآن" الإخباري