المراقب للوضع اليمني يعلم أن الساحة اليمنية والصراع فيها قد أفرز تحالفات قد كتبنا حولها سابقا ومنها (تغيير التحالفات وقواعد الحرب باليمن وانعكاساتها على الجنوب) فالمحور الأول يتكون من (بقايا الفلول وما سمى فيما بعد بقوات الاحتياط التابعة لعلي صالح وأولاده ومن يساندهم من مليشيات القبائل وقوات مليشيات الحوثي وقبائله والجنوبيون من جماعات أبين ومن يقف بجانبهم من الجنوبيين مضافا لهم قوى الحراك التي شاركتهم الحوار اليمني)والمحور الثاني المضاد وهم قوى الثورة والتغيير اليمنية ويتكونون من( ما يقولون عنهم اليوم بالجيش الحر وهم الفرقة الأولى التابعة للجنرال علي محسن المتحالف مع حزب الإصلاح ومليشياته من القبائل مضافا لهم السلفيين وقوات القاعدة).
لقد دخلت قوات المحور الأول(عبدربه وحلفائه)في حروب طاحنة اليوم في مناطق محافظات أبين وشبوة الجنوبيتين وربما سيمتد ذلك لمحافظة حضرموت المرشحة اليوم لخوض تلك الحرب العبثية التي سبقت في كل من محافظات الجنوب الغربية وظلت لفترة حضرموت محصنة وبعيدة من تلك الحرب اليمنية ولكنها اليوم قريبة من تلك الحرب اليمنية المنقولة للجنوب والتي تنتقم من سكان الجنوب الثائر وقد سوقها لها من ينتمي للمحور الثاني(علي محسن الأحمر وقوى التغيير والتطرف الإسلامي)وقد تجلى حين سيطرت قوات حكومة عبدربه على بعض من مناطق الجنوب وخاصة في محافظة شبوة وأبين في الحرب السابقة وكذا في هذه الحرب الدائرة نجد أن جماهير الثورة السلمية سرعان ما تظهر بمسيراتها حاملة راياتها وأعلامها الجنوبية وهو دليل تناقضها مع المحور الأول المتحالف مع قوى التطرف وقد صار ذلك في كل من عزان قبل أيام حين أقيمت فعاليات الحراك الجنوبي وهكذا في الحرب السابقة قد صار في كل من زنجبار وجعار .
حين تشتعل الحرب اليمنية الشاملة
=====================
حتما هناك من له مصلحة في إشعال فتيل الحرب اليمنية الشاملة في صنعاء فقد ثبت باليقين والتجربة أن نقل الحرب إلي الجنوب مضيعة للوقت من هذه الحرب العبثية فحلفاء الجنوبيين باليمن وصنعاء(عبدربه)يتمددون ويضيقون الخناق على المحور الآخر(علي محسن)ونقصد بذلك الحوثيين وهم كل يوم ينتزعون المكاسب ويكسبون النقاط على حسابهم ولم تضعفهم الحرب بالجنوب من قوتهم بل تزيدهم قوة أيضا بالجنوب .
نحن نعلم بتفاصيل انتشار قواتهم وألويتهم بحضرموت محافظة الحسم وبالجنوب لذا فحين تشب وتشتعل الحرب الشاملة اليمنية ستخلط الأوراق وسيعيد فرزها بشكل مختلف وحين تشتعل الحرب الشاملة بصنعاء سيفر كل الجنوبيون إلي الجنوب وهم موظفين وعساكر وستسبقهم ألوية الجنوب وبذلك سيخلق فراغ بصنعاء واليمن وسيغطى من قبل اليمنيين الذين لديهم مرونة الحركة وسرعة التقدم والسيطرة على الشاغر وسيجبر الجنوبيون على الالتجاء لمناطقهم الحصينة وبين شعبهم في مثاويهم وجبالهم الحصينة بالجنوب .
وحين تشب الحرب اليمنية الشاملة والتي سيعجل ويسرع من إشعالها مسألة تدشين الأقلمة(ونقصد هنا أقلمة حضرموت)والتي لم يستطيعوا السير لتنفيذ مخرجات حوارهم ولو قليلا كما وعدو بتدشين الإقليم الأول حضرموت ولن يستطيعوا فهم اليوم يدعون لحوار جديد ومن طراز جديد التفافا على مخرجات الحوار ليدخلون مرحلة جديدة من الحوار على طريقة يهود فلسطين.
إن الحرب اليمنية اليوم تشب بكل مكان ولكن لم يستخدم لليوم كل إمكاناتهم فلازال محور آل الأحمر وحلفائهم يحتفظون حتما بكثير من المفاجآت وهم يعلمون أن المجتمع الدولي اليوم قد تغيرت نظرته تجاههم وتجاه قوى التغيير اليمنية لذا فمصلحتهم اليوم أن يدخلوا الحرب جميعهم فهم يتحجمون وينكمشون باليمن وبالجنوب تحولوا وصاروا قوى هامشية ضعيفة وحلفائهم من قوى التغيير والتطرف الإسلامية تخسر وستتحول حتما لحرب العصابات بالجنوب وبكثير من المناطق اليمنية مضافا لهم خسارتهم الشريك والغطاء الدولي ولكن حتما بالحرب ستتغير التحالفات الدولية باليمن ولكن ليست لمصلحة الرئيس عبدربه الذي سيخرج من لعبة التحالفات اليمنية للجنوب.
لذا فنحن نقول إن الحرب اليمنية الشاملة ستقوم حتما وأن حاولوا من ينتمون لمحور آل الأحمر وقوى التغيير عض أصابعهم فلن يستطيعون صبرا فهم يفقدون كل شيء من تحت أقدامهم بالمحافظات اليمنية الشمالية وكذا يضعفون بتهامة وبمناطق السنة الشوافع فالحوثي يتقدم ويكسب النقاط ويخلق له الحلفاء بمناطق تعز وإب .
من خلال ما سبق فالحرب اليمنية الشاملة التي تدور رحاها اليوم بالجنوب حتما ستشتعل باليمن فحرب الأطراف غير مجدية ولا تحسم أو تغرق المحور ألأول وحلفائه ونقصد(عبدربه)لذا فحتمية اتخاذ قرار الحرب هي مصلحة يمنية لمحور علي محسن الأحمر وحلفائه وحتما سينتحر وسيدخل الحرب وخاصة مع استمرار تغيير مجريات الحرب بعمران ومحاصرة صنعاء في همدان حاشد وأرحب وبني حشيش وسنحان وبني مطر الذي أخترقها مؤخرا وبني الحارث التي منذ فترة يتمترس فيها .
النتائج
====
إن اشتعال الحرب اليمنية الشاملة هي مصلحة يمنية بحتة وكذا مصلحة جنوبية فمرحلة اللا حرب واللا سلم ستفقد قوى التغيير ميزتهم وقوتهم وكذا تأخير اتخاذ قرار الحرب يخدم الحوثي أما الجنوبيون فسيكونون بالجنوب حين يتخذ قرارها وحينها سيغير المجتمع الدولي قواعد الحرب باليمن ولا نقصد الجنوب ضمن تلك الأحداث فالجنوب يخضع لقواعده الجنوبية وستتغير كذلك اللعبة بالجنوب وستدخل قوى فاعلة للجنوب وستضعف أخرى وحتما سيتفاهم الجنوبيون فيما بينهم وحينها يحدد الجنوبيون مصيرهم وستتغير قواعد لعبتهم السياسية هذا والله ولي التوفيق .
أحمد سالم بلفقيه
تريم / حضرموت