مغردون من أجل الجنوب ..

السابع والعشرين من ابريل 2014م كان مفصلاً تاريخياً تجاوز محطات عديدة وأدخل القضية الوطنية برمتهما إلى مرحلة متقدمة تحتمل فيها ما نملكه كأفراد من إمكانيات وقدرات نجحت في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الذي تشكلت فيه قوة أخرى تضاف إلى قوى الشعب المتمسك بحقه الخالص في الاستقلال والتحرير الناجز ، فالجهد الفردي الذي كان قبل المليونية المكلاوية تحول بقدرة الرحمن الرحيم ثم همم الشباب إلى سيل جارف احتمل الخبر والصورة والإرادة والحقيقة الدامغة لتعبر من أعلى الجبال إلى وديان وسهول لتحقق في ذلك اليوم منجز وطني فريد تمثل بقدرة الفرد على إيصال صوته للرأي العام عند الشعوب الأخرى والمؤسسات الإعلامية والهيئات  المختلفة والكثير من النخب الشرق أوسطية التي أبدت اهتماما بقضية شعب الجنوب ..

الغياب القسري لظاهرة الاستقطاب السياسي الضيق في إطار القضية الجنوبية في بيئة "تويتر" جعل الفئة الشبابية تبدو هي الطاغية في المشهد ( التويتري ) أن جاز استخدام اللفظ هنا صيغةَ وحالاً ، تلك الفئة الشابة هي الأداة الأكثر صفاءً ونقاءً هي التي تستحوذ على المشهد ( التويتري ) بوعيها لما هو قادم ، لمستقبل مغاير عن نصف قرن مضت أيامه انكساراً واستبداداً وعبثاً ..

الجيل الحاضر الذي استطاع إيصال المشهد المليوني العظيم إلى الدنيا هو الجيل الذي لا يعرف انتماءً لذاك الزعيم أو هذا التيار ، جيل مختلف عن ما صنعته الأيادي الظالمة لوطنها ونفسها ، جيل كان على الموعد جعل من الهاشتاق التاريخي #الذكرى_ال20_لاحتلال_الجنوب حدثاً تاريخياً لا يمكن تجاوزه في محطات النضال الوطني ، فبينما كانت تتعثر قنوات الإعلام في ايصال صورة حشود مكلا العظيمة في 27 ابريل كان المغردون في تويتر يقفون بين المكلا والدنيا يصلون الصورة والصوت الهادر إلى أقصى مدى ممكن ..

لم يكن العمل في التويتر بدون ترتيبات سابقة فلقد تبنت وسائل إعلام وطنية حملة سابقة تحت هاشتاق ( لكسر التعتيم الإعلامي عن ثورة الجنوب ) ورعت الحملة تلك مواقع إعلامية هي ( المكلا اليوم ) و ( شبكة حضرموت العربية / ملتقى الحوار العربي ) كانت تلك بداية أولى ومجرد بذرة طيبة في أرض طيبة تفجرت الآن وأصبحت حقيقة لا يمكن تجاوزها ، والآن حان التعاطي مع تلك القوى الشبابية بقدر كبير من الجدية والأهمية وخصوصا انها بدأت تعد العدة لتخوض ماراثون تويتري غير مسبوق لأجل مليونية عدن في 21 مايو 2014م ..

وعلى مسافة أيام من عدن لن يكون لليمن في هاشتاقات الوطن حضور ، فاليمن الذي أصابنا بكامل الجريمة لن يستحضر ولن يكون في موضع الحياة بين ثوار التويتر ، كل شيء متاح إلا اليمن فخطيئة ما قبل وبعد الاستقلال 1967م لن تعود من تحت أرجل وأيادي جيل يمتلك العلم والإيمان بالوطن الذي لا يعرفه كثير ممن أضاعوه من قبل ، ما نحتاجه فقط اليوم وغداً أن نتخلص من أمراض وأسقام الجنوب الماضي ونبذل لوطن قادم ما يستحق أن تبذل فيه الأجيال ما يمكن أن يحقق لها ولأجيال ستأتي وطن يحقق للإنسان كرامته وأمنّه ويحفظ إنسانتيه التي أهدرت ظلماً وجوراً برسم اليمننة وغيرها من ايدلوجيات فاسدة مفسدة ..

هاشتاقات للوطن في معركة الوطن القادمة

#القضية_الجنوبية

#الحراك_الجنوبي

#موعدنا_عدنا

#الذكرى_ال20_لفك_الارتباط